إذا كانت لجنة الاحتراف جادة في "ربط الحزام" بعد الأول من رمضان، كما جاء في بيانها الأخير، فإن عليها وعلينا أن ننتظر فصولاً لمسرحيات هزلية وكوميدية تقدمها إدارات الأندية الكبيرة التي لم يسلم منها حتى أصحاب الشقق المفروشة. أقرا في البيان الأخير للجنة الخبير ابن ناصر ما اعتبره "نداء محب" تعب طوال ما يزيد على ثمانية عشر عاماً هي عمر الاحتراف، أن يرى عملاً احترافياً في الأندية كما يحدث في دول شرق آسيا، ولم أقل في إنجلترا وإسبانيا، وفرنسا وإيطاليا والبرتغال. كان البيان واضحاً، ويحمل رسائل مباشرة، ولا أعتقد أن إدارة واحدة من إدارات الأندية المطبقة للاحتراف تجهل شيئاً مما اشتمل عليه البيان، ولكن الواضح أن الأندية "غرقانة" في الديون، وعليها مطالبات محلية وخارجية، نتيجة "سوء تصرف" من الإدارات الحالية، أو السابقة. والحقيقة أن كثيراً من المشاكل التي تعاني منها بعض الأندية، وأعني بها حقوق مالية لأطراف وجهات وأندية ومؤسسات، ووكلاء لاعبين، ومدربين، وغيرهم مازالت معلقة، هي من "مخلفات" إدارات سابقة، جاءت وأمضت بعض الوقت، وأخذت من الشهرة كثيراً، وتركت للرئيس الجديد "تركة ديون". وحسب البيان، أتوقع أن تخلو الجولتان الأوليان من دوري زين واللتان ستقامان في شهر رمضان، من مشاركة عدد كبير من اللاعبين الأجانب، بسبب تأخر الأندية في إنهاء إجراءات التعاقد، وبالتالي اعتماد التسجيل في لجنة الاحتراف. وبعد هذا العمر الطويل من تطبيق نظام الاحتراف في الملاعب السعودية، كواحدة من أول الدول في الوطن العربي المعتمدة له، أجد أن الواقع يقول، إن بلداننا العربية غير مؤهلة للاحتراف، لا من حيث توافر مصادر الدخل، ولا من حيث الفكر والثقافة للإداري واللاعب. أقولها بصراحة، نحن نطبق أسلوب "حب الخشوم"، و"الميانة"، و"الوجاهة"، أكثر من تطبيقنا لأنظمة ولوائح وقوانين، والواقع يؤكد كل هذا، والتجارب السابقة خير شاهد على تعاملنا مع الأنظمة واللوائح والبنود. من المؤلم، والمحبط أن تتحول قضية قائد فريق الاتحاد اللاعب "المحترف" محمد نور مع فريقه، إلى "حرب قوى" بين قطبين اتحاديين، أحدهما موال، والآخر معارض، وأصبحت أسأل نفسي، هل مدير الكرة حمد الصنيع يتصف بالقوة والنفوذ، اللذين جعلا منه رجلاً حديدياً يستطيع الوقوف والصمود في وجه لاعب جماهيري؟ هل سألتم أنفسكم هذا السؤال كما فعلت أنا، أم إنكم توصلتم إلى ما توصلت إليه، وهو أن القضية أكبر من حمد الصنيع، وحسن خليفة، وربما تكون أكبر أيضاً من صلاحيات إدارة النادي الجديدة، وفي حديث الأمير خالد بن فهد ما يعطي بعض الإشارات لحل اللغز، وما بعد الظلام إلاّ النور. أما أسوأ شيء في وسطنا الرياضي، فهو أن تكون صحفياً وتتبع لاعبا، بينما الوضع الصحيح هو أن يكون اللاعب تابع للصحفي، يقرأ ما يكتب، ويستفيد من نقده ونصائحه. هل هذه المعادلة المقلوبة موجودة اليوم في صحافتنا الرياضية؟، هذا هو السؤال المباشر المعني به كل زميل في هذه المهنة الشريفة التي بيعت بثمن بخس في "حراج الصواريخ" بجدة. والأسوأ من ذلك أن يكون الرأي في كرة القدم لعارضات الأزياء، ومطربات الليل، وكأن الرجال لم يعودوا ينفعون للتحليل، لأنهم ببساطة رجال، ومن أراد أن يكون ضيفاً دائماً، فعليه أن يغير مهنته من "..." إلى "...". لكن فريق الربيع الذي جاء وصيفاً لمنتخب عمان في دورة المصيف التي استضافتها الطائف وانتهت قبل أيام، أرى أن على القائمين عليه استغلال فرصة وجوده في دوري الدرجة الأولى، وظهوره من جديد على مسرح كرة القدم في جدة، للبدء في تغيير مسماه، وإنشاء مجلس شرفي. إنها الفرصة الثمينة والوحيدة التي قد لا تتوافر للنادي وإدارته الحالية برئاسة "المخلص" أحمد البعداني، ومن حق الربيع على أهل جدة، وعلى رجالات الناديين الكبيرين الاتحاد والأهلي، أن يتنازلوا له عن لاعبين لن تضمهم كشوفاتهما هذا الموسم.