الذي اعرفه أن في كل إدارة شرطة إدارة هامة ومهمة تحت مسمى (الأمن الوقائي) وهذا شيء جميل ورائع أن يتبنى الأمن العام درء الأحداث قبل وقوعها، بل ارى انه من اساسيات بناء أي مرفق أمني هام وفعال يستشرف المستقبل وذلك يعد من مشاريع الفكر الأمني ونشر الثقافة الأمنية بمفهوما الشمولي المبسط لأكبر مساحة من المجتمع وذلك بالعمل الميداني المبني على البحث والتقصي من خلال الدراسات الميدانية التي تركز على مواقع ومسببات تكرار الجريمة أو المشكلة في حدها الأدني، و بدعم من وسائل الإعلام واماكن التجمعات والمدارس والمناسبات والأحداث العامة اإستحداث وسائل جيدة ذات أساليب متجددة ومتنوعة في الطرح تخاطب العقل الذي يحث بالتالي على ضرورة استيعاب الثقافة الأمنية ومدى ترابطها وإستيعابها لكل جوانب الحياة، وتعزيز روابط العلاقة الحميمة بين المواطن العادي ورجل الأمن، وفي أي موقع هو منظومة تمثل كافة أفراد المجتمع سخرت لراحته وتدرس كل الوسائل والطرق الكفيلة بتجنيب هذا المجتمع بكل فئاته أخطار الجريمة والوقاية من وقوعها والعمل على علاجها إذا وقعت، وذلك وبفضل الله في أضيق الحدود والوقاية من مخاطر أغلبها وأخطرها غير ماثلة ولا مشخصة ولا يسبقها أعراض في الغالب فتظل معها مهمته أقسى وأمر وتتطلب ديمومة الجد والأمن هنا ثمرة توحيد الجهود بين كافة الأجهزة وبين أفراد المجتمع ومؤسساته، واليوم اجدها بكل امانة فرصة وقد تطرقت في الأسبوع الماضي إلى الإشارة إلى بعض من تلك الجهود الجبارة التي يبذلها سمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف في سبيل نشر مفهوم الأمن الشمولي، لأن اناشد القائمين على إدارات الأمن الوقائي أن يكونوا اكثر تواجداً ميدانيا بالبحوث والدراسات وتقصي الأسباب قبل وقوع الحدث ليضيف ذلك المزيد من النجاحات لرجال أمن عهدناهم جنودا أوفياء مخلصين منهم وبهم ومعهم بفضل الله نزداد أمناً وطمأنينة في ظل توجيهات قيادتنا السنية، وسأضرب بمحافظة جدة مثالا لكوني أعايش احداثها منذ ثلاثين عاما إذ لايعقل أن يتغاضى الأمن الوقائي عن ظاهرة التسول وكأنها لاتعنيه في شيء مكتفيا بتحميل جهات أخرى مسؤولية ما يترتب على ذلك من سلبيات قاتلة كما يجب أن لايمر (الأمن الوقائي) من امام مكاتب البريد بل والجوازات ومكاتب العمل والمساجد بل حتى الشرط نفسها ويشاهد الأعداد المهولة من مخالفي الإقامة في بسطات ينوء بحملها (البعير) ويقف متفرجا رغم إداركه أنه يعقب ذلك الصمت جرائم هنا وهنالك فأغلب تلك البضائع مسروقة ويدل على ذلك رخص اسعارها وان العامل يمكنه الهروب وتركها مكانها لأنها في الأصل اتت بالسرقة والربح فيما يبيع ، ظاهرة تكسير السيارات لسرقة محتوياتها ظاهرة لم يجرأ احد على نفيها وتقع للأسف مكررة في مواقع محددة أحياء بدون عمد وخير شاهد حي البوادي الجنوبي وهذا دليل على أن (الأمن الوقائي) مغيب دوره وإلا لما تكررت الحالات في مواقع معينة، كذلك سرقة السيارات لم يعداً أمراً خافياً على أحد وهنا أكثر من علامة استفهام عن دور (الأمن الوقائي) صورة كثيرة ومواقف اكثر يصعب التطرق لها في عجالة وكل تلك تؤكد على ضرورة تفعيل دور الأمن الوقائي ليكون في الصورة وعندها سنجد أن هنالك أكثر من موقف كشف فيه احداثا قبل وقوعها وبذلك يكون للأمن الوقائي دوره الرائد والمميز والذي هو في الاساس صلب المنظومة الأمنية سيما في محافظة كجدة الحديث عن أهميتها يطول به المقال ولنا معه عودة قريبة بإذن الله نتناول معها جوانب أمنية أخرى تصب معطياتها بتوفيق الله فيما يخدم الصالح العام. هذا وبالله التوفيق.