يقول الخبر إن معلم رياضيات وافدا في مدرسة أهلية في الرياض ابتكر مسابقة بين طلاب في المرحلة المتوسطة، تتيح لهم إما كسب عشر درجات إضافية، أو الحصول على أسئلة الإمتحان. ليس في المسابقة أي عصف ذهني أو جهد بدني أو تحليل خيارات مختلفة وانتقاء الأقرب للمنطق، خاصة أن الرياضيات مادة تنشيط الذهن وبناء المنطق. لا يحتاج الطالب في هذه المسابقة العصرية إلا أن يختار بين أمرين، أو إن شاء اختيار الأمرين، ففي مقابل عشر درجات إضافية يقبل رأس المعلم، وفي مقابل كشف أسئلة الامتحان يقبل قدميه، وفي مقابلهما معا يقبل الرأس والقدمين. هذا المعلم شاذ التصرفات غريب التفكير لا يصلح بهذا النمط من التربية أن يشرف على قطيع من الحمير، فكيف يلقى إليه بالقلوب والأكباد من الفلذات، ثم يدفع أولياء الأمور ما يحسبون أنهم يبنون به مستقبل أطفالهم. كما أن إدارة المدرسة وهي على علم بهذا السلوك المشين غارقة في المسؤولية، بل وشريكة بصمتها عنه وسكوتها على هذا التصرف، وكل ما تفعله بعد شكوى ولية أمر طالب أن تنتظر حتى نهاية الامتحانات لتحقق معه، وتتخذ ماتراه مناسبا ليذهب إلى بلاده يستمتع بما حاز عليه من القبلات. الطلاب الذين يقبلون الأقدام لن يبقى لديهم ما يحرصون عليه حين توكل إليهم الأمور في الغد، بل الذين يحرصون على درجات لا يستحقونها إلا بتقبيل رأس أو بذل مال هم مسوخ إنسانية لا تستقيم بهم حياة ولا تقوم بهم ثقافة. فوق ذلك كله، الصمت على هذه الفضيحة وأمثالها أمر يبعث على استحضار العزاء في الرسالة التي يمكن للتعليم أن يقدمها في بلادنا.