تظل ملامح البطل خامدة في دواخلنا إلى أن تتفجر فجأة أو بفعل فاعل ، أو هكذا كانت صورة البطل الخامد في مخيلة ذاك الطفل القروي الحالم في ليلته بملاحقة طير الفرفر عندما تهبط لالتقاط حبات القمح المتناثرة من بين راحتي كف جدي الممسك بيد المحراث ، وما أن كبرت قليلاً حتى تعلمت كف اصطادها (بالمنسبة) فأعود منتشياً بصيدي الثمين كأي عائد من رحلة قنص في تخوم باكستان أو واحات الجزائر ، وإذا بي فجأة أتتبع أخبار خطَّاب وقد أخذتني بعيداً ملامح بطل من نوع آخر اكتشفت بعد حين أنني ألاحق مطارداً أو ثائراً قضيته خاسرة . كنت أدرك أن صورة المجاهد الحقيقي لايمكن أن يجسدها إلا صحابي اقتسم الحياة والموت مع النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، وأن القائد الملهم يتجسد في شخصية الخليفة الملهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وإذا بي انتبه على صوت معلمي في المعهد العلمي منادياً بانضمامي إلى سرية أبو عبيدة عامر بن الجراح ، وقبل أن ينصرم اليوم الدراسي أنكس مثقلاً بصور ثلاثية الأبعاد لأناس كتبت سيرهم ولم نُفهم أنهم لا يليقون إلا بزمانهم . مع أنه أيضاً كانت هناك ملامح لأناس كنت أعدهم أبطالاً .. مثل ابني الذي يعتبر (ميسي اللاعب الأرجنتيني) بطلاً لقدراته العالية في لعب كرة القدم ، وأناس تشكلوا في الذائقة منهم الفنان طلال مداح رحمه الله ، مع أن التقريع طال تلك الذائقة بالتحريم أو غيره ، وفيروز بقولهم أنها مسيحية وأن غنائها لمكة والقدس من باب التنصير ، وقد لاتهدأ حملة التقريع تلك إلا بعد أن أبدأ في ترديد أناشيد جهاد الأعداء وفداء الوطن استعداداً لحفل نهاية العام الدراسي. ولكي لا أزيد ملامح الأبطال بعداً آخر ، أكتفي بملامح الأبطال عندما تختفي خلف صور نجم ذهب إلى الجبهة لتتناقل المنتديات صوره في أوضاع مؤثرة ، وإذا بنا أمام معركة أخرى استخدمت فيها أسلحة مختلفة تماماً يقودها أبطال بلا ملامح ولا صور ثلاثية الأبعاد . 8/7/1431ه ---------------------------------------------------------- للتواصل المباشر مع الأستاذ تركي بن عتيبي الغامدي [email protected]