استغربت أم الأولاد جلوسه الطويل وهو يقرأ كتاباً ويضع صحيفة جانباً.. قائلة ** غريب أمرك.. ألستُ ضائقاً.. ألا تحس بالوحشة من الجلوس الطويل.. اخرج روح عن نفسك على الأقل ترى بشراً يمشون وتسمع أناساً يهمسون - أنا خائف ** خائف من ماذا ؟ هل احدثت شيئاً مريباً - أنا.. كيف؟ ** إذاً لماذا هذا الجلوس الطويل وهذا الخوف المرعب - أنا لا أدري.. هل أنت تدرين؟ ** أنا أسأل لم هذا؟ ** وأنا أجبت إنه (الضباب) أترين شيئاً آخر - ضباب.. الدنيا أعاصير حتى (المكيفات) لا يخرج منها شيء من البرودة.. وحتى المراوح تقطر حمماً وزمهريراً وروائح غير زكية ** هذه هي (المشكلة) المستعصية على الفهم - أي.. مشكلة.. يا.. يا.. ** مشكلة الضباب والروائح.. أليس لك عيون وأذان و.. لسان يقطر سُماً زعافاً.. - أكمل.. أكمل بقية الموشح.. أنا مصغٍ حتى الألم ** صدقيني أنا خائف.. خائف.. ومتضايق و.. حزين أيضاً.. - ليش.. كفى الله الشر ** من أن يسألني أحد على حين غرة قائلاً بعد خمسين عاماً.. من الصبر والانتظار.. أنت من - اسكت لا تخوفني.. اسكت فالله يرعانا ويحرسنا ** آمل وأرجو وأتمنى - ونحن كذلك مر يومان.. خمسة وكاد الشهر أن ينصرم ** قال له الحارس المدجج بالسلاح.. أنت يا هذا قرفتنا ألا يوجد لك عملاً تقتات منه.. بدل الوقوف منذ شروق الشمس أمام باب الفيلا.. ماذا عندك؟؟ - عندي (صورة) رسالة كتبتها منذ أسبوع إلى صاحب هذه (الفيلا) ألم تصل؟ ** إطلاقاً.. أنا لم أستلم شيئاً.. أكيد أنت تحلم أصله في الوقت الحالي كثر الناس (الحالمون) في الفاضي والمليان. - لا.. أنا لم أحلم.. لقد أرسلت الرسالة عبر البريد (المستعجل) ** أنت.. أنت.. لا أذكر أنني استلمت شيئاً مما تقول. ** ولعل أنت الوحيد (المؤتمن) الذي يستلم ويقرأ.. ضعنا إذاً - لا كثير.. ومنهم السكرتير وقارئ الرسائل المستعجلة والتي أصحابها غير مستعجلين. ** لكنني أنا مستعجل.. فيا ترى ماذا أعمل؟ - لا شيء.. أرسل رسالة أخرى وأخرى حتى يضيق صاحب المكتب.. أقصد السكرتير المكلف.. فيقرأ ماذا كتبت؟ ** وما معنى رسالة مستعجلة!! - معناها أنني إنسان مغفل.. أهرف بما لا أعرف! ** هذا أنت أخيراً فهمت.. لكن ليس هذا نهاية العالم. - يا لطيف.. كثر المغفلون فوق الأرض أكيد أن أحدهم.. وربما أنت أحدهم.. ** ربما .. ربما.. من يدري.. - اسكت.. اسكت بلا خيبة.. بلا وجع دماااغ 3 "رجل كامل الأوصاف!!" وهو يتأهب لكي يأخذ قسطاً من الراحة.. كان الهاتف.. يصدح.. ترررن.. تررننن ** الووووه.. نعم.. من؟ - أنا فريد يا مصلح.. مالك أنت تعبان. ** لا شيء من التعب والهم اليومي.. - لا.. بعد اليوم لن تتعب. ** حقاً.. كيف؟ - لقد وافقوا على خطبتك.. بحثوا عنك ووجدوك رجلاً كفؤاً.. ** حمدلله.. حمدلله.. - غداً.. سنكون في منزلهم.. أنت مستعد أم أنك هونت.. أوعى لا تصغرني.. ** لا عاش من يصغرك في المساء كان في منزل أهل الزوجة.. رآها ورأته.. أعجب بها وأعجبت.. اتفقوا على كل شيء.. فجأة دخل عليهم رجل كبير في السن.. قيل إنه ابن خال أب البنت.. همهم.. جمجم.. وعندما عرف انهم جاءوا خاطبين.. رفع الصوت.. ماذا زوااج؟ ** نعم.. على سنة الله ورسوله.. - تقول زواج.. انت تفهم ماذا تقول؟ ** ولماذا.. حضرت الى هنا.. - أعرف.. لكنك غير جدير بأن تكون زوجاً لعاداتنا وتقاليدنا.. تقول غير ذلك.. ** ياااه.. أقول على سنة الله ورسوله وتقول عادات وتقاليد.. - هذه عاداتنا.. وتقاليدنا وأعتبره موضوعك منتهياً.. فابحث لك أن ما يكافئك. ودعنا نبحث عن الكفؤ الذي نفخر به لابنتنا.. ** وأنا أبحث عن الأمن النفسي.. ولا أحب التعقيدات النفسية وأصحاب (العقد) المستعصية.. - على كيفك.. على كيفك. مت غيضاً.. مت ** غير من يموت.. غيري.