جهود دعوية وإنسانية لتوعية الجاليات وتخفيف معاناة الشتاء    أمير الرياض ونائبه يعزيان في وفاة الحماد    أمير الرياض يستقبل سفير فرنسا    «الحياة الفطرية» تطلق 66 كائنًا مهددًا بالانقراض    انخفاض معدلات الجريمة بالمملكة.. والثقة في الأمن 99.77 %    رغم ارتفاع الاحتياطي.. الجنيه المصري يتراجع لمستويات غير مسبوقة    إيداع مليار ريال في حسابات مستفيدي "سكني" لشهر ديسمبر    العمل الحر.. يعزِّز الاقتصاد الوطني ويحفّز نمو سوق العمل    نائب أمير تبوك يطلق حملة نثر البذور في مراعي المنطقة    NHC تنفذ عقود بيع ب 82 % في وجهة خيالا بجدة    العمل الحرّ.. يعزز الاقتصاد الوطني ويحفّز نمو سوق العمل    الاحتلال يكثّف هجماته على مستشفيات شمال غزة    تهديد بالقنابل لتأجيل الامتحانات في الهند    إطلاق ChatGPT في تطبيق واتساب    هل هز «سناب شات» عرش شعبية «X» ؟    المملكة تدعم أمن واستقرار سورية    "أطباء بلا حدود": الوضع في السودان صعب للغاية    حرب غزة:77 مدرسة دمرت بشكل كامل واستشهاد 619 معلماً    السعودية واليمن.. «الفوز ولا غيره»    إعلان استضافة السعودية «خليجي 27».. غداً    رينارد: سنتجاوز الأيام الصعبة    اتركوا النقد وادعموا المنتخب    أخضر رفع الأثقال يواصل تألقه في البطولة الآسيوية    القيادة تهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي    غارسيا: العصبية سبب خسارتنا    القيادة تهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    رئيس بلدية خميس مشيط: نقوم بصيانة ومعالجة أي ملاحظات على «جسر النعمان» بشكل فوري    الأمير سعود بن نهار يلتقي مدير تعليم الطائف ويدشن المتطوع الصغير    وافق على الإستراتيجية التحولية لمعهد الإدارة.. مجلس الوزراء: تعديل تنظيم هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية    مجلس الوزراء يقر الإستراتيجية التحولية لمعهد الإدارة العامة    الراجحي يدشّن «تمكين» الشرقية    تقنية الواقع الافتراضي تجذب زوار جناح الإمارة في معرض وزارة الداخلية    لغتنا الجميلة وتحديات المستقبل    أترك مسافة كافية بينك وبين البشر    مع الشاعر الأديب د. عبدالله باشراحيل في أعماله الكاملة    عبد العزيز بن سعود يكرّم الفائزين بجوائز مهرجان الملك عبد العزيز للصقور    تزامناً مع دخول فصل الشتاء.. «عكاظ» ترصد صناعة الخيام    وزير الداخلية يكرم الفائزين بجوائز مهرجان الصقور 2024م    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    زوجان من البوسنة يُبشَّران بزيارة الحرمين    القهوة والشاي يقللان خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق    القراءة للجنين    5 علامات تشير إلى «ارتباط قلق» لدى طفلك    طريقة عمل سنو مان كوكيز    الموافقة على نشر البيانات في الصحة    جامعة ريادة الأعمال.. وسوق العمل!    نقاط على طرق السماء    الدوري قاهرهم    «عزوة» الحي !    أخطاء ألمانيا في مواجهة الإرهاب اليميني    المدينة المنورة: القبض على مقيم لترويجه مادة الميثامفيتامين المخدر (الشبو)    استعراض خطط رفع الجاهزية والخطط التشغيلية لحج 1446    عبد المطلب    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    سيكلوجية السماح    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    «الحياة الفطرية» تطلق 66 كائناً فطرياً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



( الحمام لايطير في بريدة) .. رواية جديدة للروائي يوسف المحيميد
نشر في عاجل يوم 31 - 01 - 2009

صدر مؤخراً عن المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء الرواية الجديدة للروائي يوسف المحيميد، بعنوان "الحمام لا يطير في بريدة" وذلك في ثلاثمائة وثمان وستون صفحة من القطع المتوسط، وذلك بتدشين كلمة من الناشر جاء فيها: يوسف المحيميد، روائي من السعودية، حفر لنفسه موقعا على المستوى المحلي، حيث تلاقي أعماله إقبالا من القراء، وأيضا على مستوى أبعد وأوسع، إذ ترجمت بعض أعماله إلى عدة لغات: الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
صدرت له عدة روايات من بينها: "فخاخ الرائحة- 2003"، "القارورة- 2004" و"نزهة الدلفين- 2006"
ومجموعات قصصية كان آخرها"أخي يفتش عن رامبو" من منشورات المركز الثقافي العربي.
وقد ترجمت من أعماله الروائية إلى الإنجليزية:
Wolves of the Crescent Moon- Penguin USA- New York 2007
Wolves of the Crescent Moon- AUC Press- Cairo 2007
إلى الفرنسية:
Loin de cet enfer- Actes Sud-France 2007
في هذه الرواية يتناول المحيميد أزمة العيش في مجتمع يتسلط عليه "حرّاس الفضيلة". حرّاس يعتبرونأن مهمتهم كسر أي تمرّد. الحرية الفردية أكبر جريمة. انكسر أو مت اختناقا أو اهرب...
وقد اشتملت الرواية على ثمانية أجزاء تضم سبعة وستون فصلا. جاءت الأجزاء كالتالي: رقبة وسيف وهواء ثقيل، نعل يخرج من الظلام، غابة أشجار المطاط، رقصة الفيل الأخيرة، حقيبة سوداء قديمة، لا أحد يعالج قفل الباب، ضحكة الجن المميتة، ولم أسرق زيتونا عزيزي السيد لوركا.
اقول :
سيكون حولها كثيرٌ من الكلام لاسيما وان الكاتب بحجم د.يوسف ، ولايخفى على الجميع مايجمعه المحيميد من قوة في الفكرة وجمالٍ في الاسلوب وخير شاهد رواياته السابقة ..
اعانه الله في المعرض القادم
هو صياد يريد ان يطير الحمام ليسهل عليه اصطياده
أخطر شيء أن تتعرض لمن يقدم نفسه ووقته وماله امتثالاً لأمر الله
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( قل خيراً أو اصمت )
ولكن هذا ديدن كتاب الأدب يبتغون الشهره على حساب الشرع والتشريع.
هذه الرواية يتناول المحيميد أزمة العيش في مجتمع يتسلط عليه \"حرّاس الفضيلة\". حرّاس يعتبرونأن مهمتهم كسر أي تمرّد. الحرية الفردية أكبر جريمة. انكسر أو مت اختناقا أو اهرب...
يبدو ان الاخ المحرر نقل الخبر على علاته والا مثل هذه الكلمات لاتقال عن اداره حكوميه كلنا يعرف دورها ولا يحاربها الاجاهل
انا لم اقرا الروايه ولا اعرف مابها لكن اذا كانت كما وصفها ناقل الخبر اقول لا اعانه الله ولا وفقه ان تعرض لهم باللمز
الخبر وطريقة عرضة تفتقد للأحتراافية
وعااااااااجل وضعت دعاية مجانية للرواية
أفضل عنوان يناسب ميلاد هذه الرواية إن كان عنوانها يهدف كما ذكره الخبر هو ( بين حراس الفضيلة ودعاة الرذيلة ) ولا أجد تعليقا على ميلادها إلا قوله تعالى {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِئُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ }التوبة64 فمن مصائب الأمة أن ينبرئ لهدم قيمها ومثلها أفراد من أبناء جلدتها {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ }التوبة32
في هذه الرواية يتناول المحيميد أزمة العيش في مجتمع يتسلط عليه \"حرّاس الفضيلة\". حرّاس يعتبرونأن مهمتهم كسر أي تمرّد. الحرية الفردية أكبر جريمة. انكسر أو مت اختناقا أو اهرب...
أجل يتسلط عليه؟؟
اناا مآدري المحيميد وأشكااله وش ساالفتهم مع الهيئه؟؟
الحرية الفردية أكبر جريمة؟؟؟؟
مآدري مآهو مقيااس الحريه الفرديه وضواابطهاا؟؟ اللي تبيهاا يالمحيميد؟؟
تبي مجتمع منحل ، يبيع أعراضه، ويسكر وينكر ، عشاان ترضى علينا؟
كم أتمنى، زيااده صلاحيات الهيئة، لتتمكن من ردع أمثالك.
اافرححي يالببصر صاار يطلع منك ناس يتكلمون عن الفضيلة ومثقفين الله يرحمك يارقية
لا حول ولا قوة الا بالله
كل نفس بما كسبت رهينه
تؤسفني بعض الردود .. وليكن منا قراءة الروايه اولا ثم نقدها لعل الكاتب يرمز بروايته الى شيء آخر .. والذي يتضح لي ان جميع من رد لم يقرء الروايه
وهذا ظلم للكاتب وكثير من النقاد من اخذته العجله في الحكم .. وان كان ماقيل في الردود سليم فانا اول من يقول لا وفقك الله في نشر مثل هذه الدعوات
دمتم بخير
يا أخوتي هل من المعقول ان نعترف بضعفنا فنحن لانمتلك الاخلاق الااذا راقبونا حراس الفضيلة وخفنا منهم في كل مجتمع موجود الصالح والطالح ونحن نحرس نفسنا بنفسنافنترك المجال للفئة المثقفة ان تتكلم لكي نوسع مداركناونسمع الاراء جميعافنحن نمتللك العقل ونميز وأتمنى ان توجد هذه الشخصيات المثقفة في مجتمعنا بكثرى
طالت وشمخت اللي انت ومن هم على شاكلك تحاول الاساءه لرجال الفضيله عبر شخبطه صبيانيه تعبر عن روايه في زمن الادرايه منك ايه المسكين فكان حري بك ان تكتب لنا رواية اهل البصر مع مهبول المريدسيه . ايه المثقف وتبتعد عن الدين الاسلامي ممثل بحراس الفضيله .
والله من قدكم يا اهل البصر حمامكم بدا يطير
روايه رائعه جدا اتمنى الحصول عليها وقراتها كيف الحصول عليها
نص تحت المجهر
أسئلة ودراسة تحليلية موضوعية هامة
فخاخ الرائحة للمحيميد هل هي رواية تناص أم تلاص ( سرقة ) ؟
عمان : خالد السلماوي
[email protected]
مصادفة كنت أشاهد حوار العربية ( اضاءات ) تركي الدخيل مع الروائي السعودي يوسف المحيميد .ما سمعته كلاما غريبا غيرا متراكبا أو حتى متوازنا وما لفتني إلغاؤه كل الحركة الروائية السعودية الطويلة الحافلة بالأسماء الجميلة والواعدة. مبقيا ذاته على سدة الرواية السعودية متفردا بها . ثم تعجبت من منطقه العجيب وهو يقص علينا كيف تم ترشيح فخاخ الرائحة للترجمة وشروط الترشيح الصعبة التي لا يدخل في إطارها سوى نص بثقل فخاخ الرائحة بما يناقض الواقع تماما , وكأن الجالسين أمام شاشة التلفاز سذج أو أنهم يغطون في نوم عميق .فقررت الحصول على الرواية وبحثت عنها فلم أجدها عند أصدقائي , وكان معرض الكتاب في عمان فرصة سانحة لاقتناء الرواية , ولأنها صغيرة الحجم فقد قرأتها بنهم في ساعتين متواصلتين لاكتشاف قدر إبداع الكاتب الذي تعاظم في حوار العربي . المفاجأة في الرواية التي صعقتني هو اجتراؤه على نص قديم كنت قرأته قبل أعوام .. رواية سودانية رائعة ومعروفة كتبت قبل اكثر من عشر سنوات وهي( سالم ود السما )للروائي السوداني المبدع الطيب الزبير وحتى أشرك القارئ معي في ما ارتكبه المحيميد لنقرأ أولا في النص الأصل ثم النص التقليد .
من رواية سالم ود السما :
فسالم ليس عبداً عادياً بل هو كنز فى سوق النخاسين . فالصبى وسيم ، بهى الطلعة ، حنطي اللون ، يحفظ القرآن ويجيد القراءة والكتابة والحساب لذا فهو ليس من نوع الصبية الذين يختطفهم ود نقادى ويبيعهم بمائتي ريال مصرى لبدو البطانه ليرعون الأبل والغنم . وهناك سوق واحدة يمكن أن يباع فيها بمال كثيرهو ميناء سواكن على ساحل البحر الأحمر ، حيث يحضر عملاء لأمراء ووجهاء حجازيين ويشترون الرقيق لحسابهم من هناك ثم يهربونهم فى سفن خاصة إلى ميناء جدة على الساحل الشرقى للبحر الأحمر حيث يباعون فى الحجاز بأضعاف أثمانهم فى سواكن . فتجارة الرق ماتزال رائجة فى مدن شبه الجزيرة العربية والخليج مثل مكة والمدينة والمنامة والبحرين ومسقط وصور وأبو ظبى ودبى . وبما أن الأنجليز قد أفلحوا فى تجفيف المصدر الرئيسي لهذه التجارة ، وهو أفريقيا ، فأن المغامرين الذين يتمكنون من الوصول بعبيدهم إلى جدة يجنون أرباحاً طائلة. وبعد رحلة بالجمال أستغرقت عشرة أيام كان الخاطفان خلالها يسيران ليلاً ويتلطفان بالغابات والأودية والكهوف خلال النهار وصلا بسالم إلى سواكن . لم يكن بيع وشراء العبيد أمراً سهلا بسواكن وذلك لأنها ميناء السودان الأوحد وبها وجود مكثف للحكومة . فهناك معتمد جبال البحر الأحمر إلى جانب مدير الميناء وكلاهما بريطانى له سلطات واسعة . فللأوَّل تتبع شرطة المديرية وللثانى شرطة الميناء ومع كل واحد من الجهازين نشرة من السكرتير الإدارى بالخرطوم تحكى قصة أختفاء سالم وتحوى وصفا دقيقا لملامحه وهيئته وصورة للصبى رسمها فنان هندى على ضوء الوصف الدقيق لشكله وتقاطيع وجهه ، وهى قريبة جدا من الواقع . كان بالسفينة التى أبحرت بسالم أربعة رجال ، ثلاثة عرب ورجل أسود كالكحل لم ير سالم فى حياته إنسانا بضخامته وكان يتولى قيادة السفينة . يرتدى الرجل الأسود إزاراً أخضر ويعصب رأسه بقطعة قماش حمراء . عندما أراد الرجل الأسود ربط إزاره بتكة قطنية طولها متر ونصف مط جسمه إلى أعلى وكأنه أراد الأمساك بشئ معلق فى السماء ، ولم ير سالم طرفى التكة بعد أن ربطت إذا غطاهما شحم البطن وتدلى خمس بوصات إلى أسفل بينما تدلى شحم العنق على الكتفين وأصبح كحلقة المحراث على حدبة الثور . يحمل فكه العلوى أربعة أنياب مترادفة عجزت شفتاه عن حجبها فجعلته يبدو كخنزير برَّى شرس . فى اليوم الثانى كان البحر هادئا فأقبل الرجل الأسود نحو سالم والتفت إلى رجلين كانا معه وقال لهما : - امسكوه . فدنا أحد الرجلين من سالم وأمسكه من الخلف بينما أمسك الآخر بتكتة وحلها . ولما قاوم سالم لطمه الرجل الأسود على أنفه فاحمر البحر أمام عينيه ثم أسوَّد وسقط فى قاع السفينة ولم يدر ما حل به بعد ذلك . عندما أفاق الصبي من أغماءته كان يشعر بألم شديد فى خصيتيه ورغبة فى التبوُّل ، وكان الرجل الأسود يقف إلى جانبه فسأله : - عايز إيه ؟ - عايز أبول . - بول هنا . ومد له إناءً ، وبعد ألم شديد وعذاب لم يذقه سالم فى حياته من قبل ، بال دماً . وعندما تحسس خصيتيه لم يجد لهما أثراً ولم يبق منهما سوى الجلد الذى تدلى كثديي جدته سليمة العاريين عندما تكون منهمكة فى عمل المريسة ، فأدرك ما حل به خلال إغماءته . كانت جدته سليمة تشترى الحملان الهزيلة لتسمينها ببقايا المريسة ، وكانت كلما اشترت حملاً جديدا حملته إلى عبد التام : - عبد التام اخْصِ لى الحمل دا . فيمسك عبد التام خصية الحمل بيده الغليظة الخشنة ويعصرها حتى تتكسَّر ثم يكرِّر العملية مع الخصية الأخرى . إذن لقد خصوه ! خصاه العبد الأسود اللعين بيده الضخمة الخشنة التى تشبه لسان فرس النهر ....... أصبح خصيا كحملان سليمة ...... ولكن سليمة كانت تقول أن الحملان الخصية تسمن سريعاً ، فلماذا خصوه هو الآن ...... أيريدونه أن يصبح سميناً كالعبد الذى خصاه ؟ وفجأة تذكَّر....... كان سالم يقف على دكة من الحجر والخرصانة ، ارتفاعها متر ، وسط سوق العبيد بجدة ، وقد ألبس إزاراً أزرق غطى مابين الخصر والركبتين وترك باقي الجسم عارياً ليتفحصه الراغبون فأغمض عينيه للحظة وتمنى أن يكون مايراه ويسمعه الآن وما عاشه من تجارب خلال الشهرين الماضيين مجرد حلم مزعج سرعان ما يصحو منه ويجد نفسه راقدا على السرير الذى جدّد نسيجه عبد التام قبل يوم واحد من اختطافه ثم يغيَّر من رقدته ليواصل النوم فيمنعه عن ذلك صوت المؤذن عبد الله ود بخيت وهو يحث الناس لصلاة الفجر بصوته الرقيق العذب : - ومن أحسن قولاً ممَّن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إننى من المسلمين ........ الله أكبر ...... الله أكبر ........ فينهض من على فراشه ويملأ القرعة من ماء الزير البارد ثم يخرج من الغرفة ويجلس على أحد بنائر زبائن المريسة ويشرع فى الوضوء ، وماء النيل يمتد أمامه كثوب أبيض غسل ونشر على أرض مستوية ليجف فتهب النسمات العليلة فترفع وسطه قليلا عن الأرض ثم تخفضه . و خلال الوضوء يسمع حداء طه ود التيمان وهو يهش على ثوره كي يسرع فى جر الساقية عندما وصل سالم إلى دار مولاه الجديد أدرك أنه لم تكن هناك ضرورة لخصيه . فالرجل الذى أشتراه لم يدفع مقابله خمسين ألف ريالاً ليضمه الى خدم منزله الذين تقتضى الضرورة خصيهم ، بل يريده أن يكون مديرا لأعماله التجارية . فالشيخ سالم الخفجى واحد من أكبر مطوفى الحجاج بجدة ومكة ، وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب . وعندما علم أن صبياً سنارياً سوف يباع فى سوق النخاسين وانه يحفظ القرآن ويجيد الحساب حمل معه مائة ألف ريالاً وتوجه إلى هناك . وبعد عامين تعرف خلالهما على كفاءة سالم وسمو أخلاقه جاءه يوماً وهو يحمل فى يده بطاقة مواطنة . - ياسالم ، منذ اليوم أنت مش عبدى ، وإنما ابنى وصاحب التصرُّف فى مالى . - بارك الله فيك يا حاج سالم . - ومنذ اليوم يصير إسمك سليم سالم الخفجى . - بارك الله فيك يا أبوى سالم . - كنت عايز أعتقك قبل عام ، ولكن تريثت ريثما أستصدر لك بطاقة المواطنة هذه . وناولها له ، وتحمل اسم سليم سالم الخفجى ، الجنسية حجازى ، الديانة : مسلم ، تاريخ الميلاد : 1318 ه . المهنة : تاجر ، أقرب الأقربين : والده وشريكه سالم الخفجى . - أنت حر منذ اليوم ، إذا اخترت البقاء معى فسوف يكون لك ثلث ما نحققه من أرباح فى كل موسم وإذا تركتنى .......... - وهل يترك الإبن أباه ؟ فبكى الخفجى وعانق سالماً . فالرجل عقيم لم ينعم بأبوة أحد ، والصبى تعس لم ينعم ببنوة أحد ، فوجد كل منهما ضالته فى الآخر . يبدأ عمل سالم قبل شهرين من وصول الحجاج إلى جدة ، فيقوم باعداد الدور التى يقيمون بها فى كل من جدة ومكة والمدينة ثم يشترى المواد التموينية ويستأجر العمال الذين يقومون بخدمة الحجيج . وعندما يصل الحجاج يجمع أوراقهم ويحول مدخراتهم إلى الريال الحجازى وينظم القوافل والسيارات التى تقلهم إلى مكة والمدينة ثم تعود بهم ثانية إلى جدة . كل الحجاج من أفريقيا والمغرب العربى ومصر يصلون إلى جدة عن طريق البحر . وقد عرف سالم بين المواطنين والحجاج بكفاءته وأمانته وحسن سيرته . - الخفجى طاح فى عبد زين . - أى والله يساوى وزنو دهب . - لا وكمان سوَّاه ابنو . كان سالم دائم التردد على حلقات العلم بمكة والمدينة فدرس الفقه والتوحيد والتفسير وأصبح عالماً جليلاً . أما حقيقة كونه خصى فلا يعرفها أنسان سوى سالم الخفجى الذى لم يبح بها لأحد ، كما أشترى جارية شركسية وتزوجها بعد أن كاشفها بعاهته فأحبته وأحبها . لا أحد يناديه بالاسم الذى بهويته . الكل يناديه باسم حاج سليم السنارى . فالشلوخ التى على خديه تهدى الناس دون عناء للبلد الذى جاء منه . كما أنَّ وضعه المميز يؤكد أنه جاء إلى الحجاز حاجاً وأصبح من المجاورين .
جزء من نص المحيميد التقليد :
قال العبد وهو يحكي حكايته : ما علينا المهم نقلونا ثاني يوم إلى شندي وتناقص عددنا حتى صرنا في بربر اثنان سقطا ميتين في الطريق اما البقية فلا اعرف اين اختفوا يمكن باعوهم في سوق شندي حتى يعوضوا تكلفة الحملة ويقدروا يدفعوا للجعليين الذين وفروا لهم الحماية اثناء الطريق خرجنا من بربر مع قطيع اغنام هائل واتجهنا ناحية سواكن على البحر في سفينة متوسطة الحجم وضعونا مع اكياس ذرة وصناديق مختومة من زرائب ومستودعات السفينة مظلمة تقريبا اما الاغنام البربر فقد كدسوها على سطح السفينة تحركت السفينة وهي تبتعد عن ميناء سواكن وقتها كان موسم الحج قبل الحج بشهر ونصف بقينا اياما وليالي طويلة في البحر .الى آخر النص الذي أطال فيه مقتبسا من رواية سالم ود السما. وفي جزء آخر من رواية فخاخ الرائحة يسوق المحيميد حكاية العبد توفيق يوم بيع أعطى اسما جديدا وخصي وبيع في جده . الفرق بين النصين أن رواية الطيب الزبير فائقة الصنعة ممتازة السكب التي اعتمدت عليها فخاخ الرائحة , قدمت لنا تجلية لتاريخ طبيعي غير مغتصب بين واقعين , الواقع السوداني والواقع السعودي في مراحل مهمة جدا تأسست على إثرها نمطية الصورة للمجتمع العربي , لم يفلح المحيميد في تقديم هذا النموذج الإحيائي الجميل , مكتفيا بقصاصات من حكايات منقولة بتشويه لا يؤدي الغرض منه كاملا وعندما تأملت في النص الشعبي للشخصية الثانية ( طراد ) اكتشف الهزال الذي يعانيه نص فخاخ الرائحة حيث أسسه على حكاية شعبية متداولة مع شيء من التشويه الذي يكشف عدم تمكن المحيميد من تمرير الحكاية الشعبية بذكاء حيث عكس سذاجة الحدث بينما هي في حقيقتها تشبه الأسطورة .. لنقرأ نص الحكاية الشعبية ربص ثلاثة رجال حنشل لقافلة حجاج بغية سرقتها كما جرت عادتهم . إلا أن نفرا من القافلة تنبهوا لهم , وقبضوا عليهم بجرمهم المشهود , ليحكم عليهم قائد القافلة وأميرها بسجنهما كما هو معروف داخل الرمال . درءا للقتل , المحرم على الحاج , تركوهم يواجهو ن مصيرهم القدري ليحكم الله في أمرهما , وفي الليل داهمهم ذئب جائع نهش رأسي اثنين وترك الثالث , فلما شبع أقعى قريبا منه إلى حد الالتصاق , الذي قرر سريعا في مواجهة الموت المحتوم النزال بما يمتلكه من سلاح لان الرجل المسجون في الرمل لن يستطيع تخليص نفسه إلا بعامل خارجي وإلا لاستطاع ذلك منذ الساعة الأولى من سجنه لقوته المكتنزة أما حينما تتسرب قواه وينتابه الذعر فلن يحرك ساكنا ,فلم يكن لدى الرجل سوى الأسنان , فكشر عن أنيابه وغرسها في فروة رقبة الذئب المرتخية إلى جانبه لتصل إلى لحمه , وهنا مكمن المفاجأة ,حيث استشعر الذئب ألما جارفا عصف به فنهض ساحبا رقبته من مصدر الوجع , ليسحب الرجل معه من مدفنه ويلقي به في العراء , مجردا إياه من براثن الأسر , هنا هبطت على الرجل قوة إرادة البقاء ليصارع الذئب الذي ختله فأتى على أذنه الجانبية فهرسها بين أسنانه الغليظة ليطلق الرجل فكيه الحديديين من شدة ألم الاستئصال الذئبي , ليولي الذئب هاربا بأذن الرجل يلوكها بين أسنانه , هنا انتصر الرجل كما انتصرت الحكاية لتصبح مثل الأسطورة التي تتناولها الألسن بشيء من الإعجاب وكان سبقا إعلاميا قدمه ابن الصحراء , قبل نورثكليف القائل في نظريته الإعلامية الشهيرة ( أن يعض كلب إنسانا فهذا ليس بخبر ولكن أن يعض الإنسان كلبا فهذا هو الخبر ) رواية المحيميد ساق المحيميد هذه الحكاية الشعبية كما هي مع تحريف افقدها ميزتها , حيث تخلص طراد بقوته الكامنة من الرمال مفلتا يديه من الرمل وبهزات جسده تمكن من الخروج إذا لماذا لم يفعلها باكرا ماذا كان ينتظر ربما نسي !!!!. , وهكذا أخفقت ( فخاخ الرائحة ) في تقديم أبطالها ليقع الراوي في فخ حكاية معروفة ساقها بارتجال ,نسف خلالها قيمة الأصل المعنوية بتحريف متعمد , مجيرا انتصار ابن الصحراء للذئب بشكل ساذج أجهض قيمتها الرمزية , ثم أن الرجل الأسطورة بات معتزا فخورا يتباهى بنفسه بين كل القبائل , ليس بحاجة ماسة كما تذهب حكايات الراوي المتعسفة للبحث عن الرزق في المدينة ( الرياض ) ويكون عرضة لتهكمات موظفي المكتب به , وهو ابن الصحراء معارك الذئاب . لم يع المحيميد جيدا هذا التمدد للشخصية البدوية الضاربة في عمق الصحراء, والتمدد المشهدي الآخر الغائص في فضائها بلا حدود , هذان البعدان صنعا في روع البدوي معجزاته . كل هذا جعلني اتتبع تفاصيل الرواية لأكتشف أن فخاخ الرائحة أخفقت في مراعاة الجانب المنطقي في أحداثها , والبعد الزمني أيضا على النحو التالي :
1- قضي على الحنشل تماما منذ العام 1920م . إذا كان عمر طراد فخاخ الرائحة يوم قدومه إلى الرياض سبعين عاما هنا لم تراع الرواية البعد الزمني ليس في حكاية طراد فقط بل في كل حكاياتها كلها مما سنأتي عليه لاحقا . فالبدوي الحنشل انتقل عنده بسرعة الصاروخ مائة سنة قادمة , إلى زمان الرياض الآخذة بالنهوض ليعمل في مهن حقيرة لا تقرها طبائع البدوي وكأنه بذلك يهزأ بعقل المتلقي وهو ليس كذلك حتما .
2 - واقعيا كما تتبناه الحكاية الشعبية فالرجل ذو الأذن المقطوعة اصبح أسطورة حكواتية نبتت في جحيم الصحراء مثل كثير من الحكايات الشعبية لأنها المشاع خصب لتنامي الخيال وتوالد (الرواية) ، والحكاية في الصحراء تجسيد للصراع القائم بين قوى الخير والشر حيث البطل يدخل في صراع مع كائنات تنتمي إلى عوالم غريبة كعالم الجن التي تحضر قريبا من الخيمة، وفي العراء يصارع حيوانات لا تنفصل عن بيئة الصحراء (غزلان أفاعي، ضباع، ذئاب) كما قد يكون حيوانات خيالية أو حتى بها بيئة الصحراء التي تلبس الحكايات لباسا فضفاضا من الخوارق وقد تشربت الحكاية الشعبية بكثير منها وهذا ما يدون لها سفرا خالدا على مر العصور والأزمنة لأنها تحرك مخيال الإنسان وتجعله مقابلا تماما لمفاجأة منتظرة تبلغ أحيانا حيز التصديق الذي يجلب على الإعجاب والخوف أحيانا ، وتلعب الشخصية الرئيسية في الحكاية الخارقة الدور الأكمل في جذب القارئ وتحفيزه لسبر غوره والاندماج بعالمه السحري الخاص ليصبح لهذه الشخصية حضورها المرتبط بوظيفتها ضمن المسار الحكائي، فالبطل شخصية محورية وتجب فيها الصفات التالية : الإقدام والجرأة على خوض المغامرة وركوب الخطر. وهي شخصية فريدة (في الحكاية الاجتماعية ) يحترمها القارئ وترسخ في مخيلته لما تمتلكه من جسد إنساني قوي كما تمنحه الطبيعة الذكاء والجمال والمساعدة . وبالتالي فالبطل متفوق على بقية الشخصيات. ولعل عالم هوليود قد قدرت ثراء هذه الشخصيات الأسطورية ليستلهمها في أعمال فتقت ذائقة العالم الغربي للإقبال عليها مثل فيلم كونن البربري ,حصان طروادة , والدمية ,روبن هود , وشيفرة دافينشي وملك الخواتم , والقلب الشجاع , وأخيرا فيلما 300 وقراصنة الكاريبي هذه الأفلام المأخوذة في مجملها من روايات شهيرة اتكأت على مر العصور على ذلك الخيال المتنامي لإثارة التشويق والجاذبية وبالإضافة إلى القوة الخارقة كما ضمت رموزاً نابضة بالحياة لتقريبها إلى الوجدان الشعبي والمعايشة الفكرية، في الوقت الذي يشوه فيه المحيميد هذه القيمة الشعبية , ويسخر منها , بلا احترام أو تقدير للموروث الشعبي , فالكتابة الإبداعية الحقيقية المستلهمة للحكاية الشعبية مسؤولة عن هذا الوجدان ويجب أن تنقله بأمانة وجدية بلا تحريف يخرجها عن مسارها التاريخي , بما يضمن للرواية مصداقية وللروائي قدرة إبداعية متى استطاع توظيفها بما يخدم غاياته , عن أهدافها كل كتابة جادة هادفة لابد آن تعلن عن أهدافها ضمن مسارها الإبداعي، بجعلها إحدى أركان النص المسقط بذكاء على قضايا المجتمع المختلفة عبر صور جمالية مقبولة . فشلت فخاخ الرائحة في إعادة تصنيع بطولة البدوي حيث تكون فيها من أسلاب مشاعر وأحاسيس دونية بسبب أذنه المنزوعة , ويتمنى أن يقايض عليها بقبيلته , وهذا مالا تقبله النزعة البدوية الصلفة في تعاملها مع الأشياء كما أسلفنا وفق مرجعيات غذته بها الصحراء , بلياليها الحالكة وجفائها وغدرها واستباحتها للذعر والخوف نفسه بما لا يبقي عند ابن الصحراء سوى العشق لعنفوانها و غدرها , بينما بدوي فخاخ الرائحة صنعت نموذجا لشخصية شوهاء , تتواجد على ذاتها وتجعل الكون في صحن أذن طراد . لتنقلب شخصية البدوي رأسا على عقب , فطراد شخصية بدوية مهزومة مترددة تعبث بها شخصيات الرواية العابرة على الرغم أنها مرت بتجربة شبه أسطورية , فلم تستلهم مقدراتها التجربية , وهذا الإسقاط الحكائي ميع شخصية الحدث العظيم في ذات طراد قاهر الطبيعة , والمنتصر على شراهة الذئب المفتوحة للفتك . لم يوظف بذكاء يحسب في صالح الكاتب , لأن القارئ بات في حيرة لا يدري ما الذي يطرحه هذا النص ؟
3 – سائق التاكسي الذي عبأ رحم فتاة سفاحا تورم بطنها به ولم يلتفت له أحد من الناس ، لتلد ناصر عبدالاله فاقد العين ليصبح ابن الحضانة ثم ابن بالتبني لإحدى سيدات المجتمع الرفيع كان ذلك قبل عتق العبيد سنه 1963 ه وبسبب تصرفه البدائي غضبت عليه السيدة وأعادته فورا لدار الحضانة , بينما توفيق يذكر لنا أن طرده من جنة العمة كان تاليا لحملها المفاجئ فمن نصدق , ربما أراد الحكواتي ترك خيارات للموضوع
4- استعاد الحيميد الخبر الصحفي المنشور في الصحف السعودية قبل عامين اثر قيام شغالة فلبينية بالتحرش بأعضاء طفل صغير, كشف ذلك الأطباء الذين قاموا بتشخيص العلة التي كان يشكو منها الطفل , في أعضائه الجنسية . المحيميد في فخاخه ساق الحكاية نفسها باختلاف زمني ملحوظ , لأن شغالة الفخاخ الفلبينية التي تحرشت بأعضاء ناصر عبد الإله في دار الحضانة قد أقدمت على فعلتها النكراء عام 1960 تقريبا , أي قبيل خروج العبد توفيق من قصر العمة على خلفية قرار عتق الرقيق سنة 63 م , وبناء على مقايسات المنطق الزمني في الرواية , كان عمر ناصر تقريبا خمس سنوات . كما كشفت أحداث الرواية ذلك , ثم ما لهدف في إلصاق مثل هذه الحكايات في نص يفترض أن يأتي متسقا مع ذاته إلا بغية الإطالة فقط.
5- حكاية العبد توفيق المخصي الذي نقش حكايته من رواية سالم ود السما ولم يفلح في تنضيدها جيدا فيوم خرج من قصر العمة إلى الرياض عقب عتق العبيد عام 1963م باحثا عن عمل ؛ لم يجد , لأن ثم أناس يعبئون الأرصفة والأسواق وهم العمالة الآسيوية , والعمالة اللبنانية ,حكاية غريبة وأمر لا يرد على رأس عاقل أو حصيف . هؤلاء الذين لم تعرفهم السعودية إلا مع مطالع الثمنينات الميلادية وأقول ختاما : ليت المحيميد سكت حتى يعفي نصوصه من القراءات الفاحصة .. وليته احترم الأدب الذي اشتغل به حتى يقدم نصوصا جيدة .
هنا رابط السرقة الأولى للاطلاع فقط
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/05032007/read30.htm
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.