ألتقي بشكل يومي بأطياف متنوعة تمثل شريحة الشباب في ميادين مختلفة، بدءا من مرتادي «القهاوي» الشعبية وجلسات البلوت والإرجيلة، مرورا بعشاق «الفرفرة» من شارع إلى آخر، وانتهاء بأصحاب المبادرات المشاركين في الأعمال التطوعية وحلقات النقاش.. وعلى مختلف توجهات تلك الأطياف التي تتقلب بما يعرف بمرحلة التشكل الفكري، يبرز سؤالان: هل تعاني تلك الشرائح من أزمة فهم اجتماعي نتجت وفق قاعدة «الجيل الذي لا يكبر»؟، وأين موقع مؤسسات المجتمع المدني في استثمار «حراك» الشباب؟. تقريع «العصا» الممارس يوميا ضد تلك الفئة والذي لم يستوعب حتى اللحظة أن زمن الأجيال التي مضت لا يقارن بالمولدات التي تضخ الجديد في دماء هذا الجيل؛ شكل ملامح الجيل الحالي على هيئتين: إما التدجين والعين التي لا ترتفع عن الأرض، وإما التمرد على هيئة التحدي ومعركة إثبات الحضور، رغما عن أنف الممانعة الاجتماعية وثقافة «الطرد» والتهمة الاستباقية لأي شاب يحوم حول مركز تجاري أو يتجول في سيارته أو يسهر مع رفاقه... في تغييب مطلق للقيمة «الإنسانية». روح القيمة الإنسانية دفعت «منصور البدران»، ذلك الشاب الذي لم يتجاوز عمره 18 ربيعا إلى إنتاج ما عجز عنه «طوال الشوارب» في المبادرات وتصحيح الصورة الذهنية عن مجتمعنا، وذلك عندما منحه الأمين العام للأمم المتحدة لقب «سفير» على إثر فوزه بمسابقة المواطنين السفراء عن فيلمه القصير «لنساعد بعضنا»، وتوج منصور باللقب عن قارة آسيا مجتمعة إلى جانب فائزين مثلوا أفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، ولأنه أصغر فائز بين المشاركين كان لوقع كلماته في المؤتمر الصحافي بعد لقاء بان كي مون تأثير تجاوز كل تنظيرنا بقوله «جئتكم من أرض السلام التي طلع على العالم من فضائها فجر الحضارة الإنسانية... جئتكم من السعودية حيث الشرق وروحه العامرة بالخير... جئت إليكم، حاملا رسالة من بلدي الذي أنشأ عشرات من مراكز الإغاثة لنجدة إخواننا في آسيا خاصة، والمتضررين من الكوارث الطبيعية في كل أنحاء العالم». الفيلم رغم بساطته إلا أنه عبر فعليا عن حضور مشرق في عقول شبابنا، تجاوز إيديولوجيات الصراع والتصنيف وهذا إسلامي وذاك ليبرالي، وقدم لنا أنموذجا مثاليا احتفى به الخارج قبل أن نلتفت إليه ونحن مشغولون بتوزيع صكوك الطرد والغفران. شكرا منصور لأنك كشفت واقع ازدواجيتنا، وشكرا أكثر لأنك فكرت خارج إطار صندوقنا المغلق، وحسبك أنك القائل «تعالوا معا، نؤكد أن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يتوهم البعض أنه يفرقنا». رابط الفيلم: http://www.youtube.com/watch?v=QkR2LIdZ5m0 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة