تناولت فيما مضى ستة سلوكيات مدمرة هي الاستمساك بالعادات السيئة مثل التدخين والسهر وغيرها، واللجوء إلى العنف، ثم السرقة، والغش، والكذب، والتسلط. أما السلوك المدمر السابع، فهو ما يجريه البعض على جسده من شفط للدهون، ونفخ للشفاه والنهود، وقرض أو قرص لبعض الأعضاء والوشم. أما الثامن فهو التعرض باستمرار للإجهاد والضغط. وأكثر الناس عرضة لذلك هم الذين يعملون أسبوعياً لأكثر من 48 ساعة. ويصل عدد هؤلاء إلى 600 مليون شخص حسب إحصائيات منظمة العمل الدولية. ومع تطور تقنيات الاتصال يزداد الضغط ضغطاً بالهروب من ضغط العمل إلى ضغط استقبال الاتصالات والرد عليها. ومعلومة عواقب الإجهاد والقلق، فمن تعدد الأمراض إلى الموت بالسكتة القلبية أو الدماغية، أو السرطان الخبيث. السلوك المدمر التاسع هو لعب القمار. ومشكلة القمار عميقة في الدماغ البشري، فقد أثبتت دراسة أجراها الباحث لوك كلارك من جامعة كمبريدج العريقة أن المقامر يفسر عادة خسارته بأنه حدث استثنائي، مما يشجعه على الاستمرار في القمار أي أن الدماغ يعتبر ذلك فوزاً كان وشيكاً مع أنه خسارة واضحة. ومن العجيب أن المقامر الخاسر يزداد عناداً وتصلباً فيستمر في المقامرة حتى يخسر كل شيء وربما ضحّى بداره وسيارته وغامر بعرضه وشرفه. أما آخر السلوكيات تدميراً، فهي الإشاعة ونشرها بين الناس. ويبدو أن الطبيعة البشرية قد تطورت حتى صارت عادة الحكم على الآخرين والحديث عنهم مستحكمة شائعة. ويقول أحد الباحثين الإنجليز إن قرود البابون (تفلي) شعر بعضها البعض لتشكل روابط قوية تجمعها. أما البشر فيجعلون من نشر الشائعات رابطة اجتماعية تجمع بينهم. وكلا السلوكين مكتسبان لا وراثيان. وفي معظم الحالات لا يستهدف نشر الإشاعة دعم الحقيقة أو دقة المعلومة، بقدر ما تمثل اجتماع اثنين أو أكثر على كره شخص ما، فيعمدون إلى نشر الإشاعات عنه. هذه لمحات سريعة عن سلوكيات يمارسها بعضنا دون انتباه أو تحرز، وهي وإن كانت مضرة بالإنسان عامة، فهي كذلك مرفوضة في شريعتنا التي تدعو دائماً إلى مكارم الأخلاق وفضائل الأعمال.