هي عبارة يقولها العامة لكل من وصل إلى حالة عالية من الغفلة، ومستوى رفيع من الذهول اللامعقول! وأعتقد أن (الدايخين) في زماننا كثير، وأولهم المسؤولون عن حياة الناس، فهي أهم حق تتفق عليه الديانات السماوية، والقوانين الدولية، والمجالس البلدية! في الأسبوع الماضي (طاحت) -بقدرة قادر- العمارة الخامسة في أقل من شهرين في حي البغدادية بجدة، ونشرت الصحف مصرع اثنين، ولا زالت الجثث تحت الأنقاض إلى هذه اللحظة من الكتابة. أيعقل أن تسقط هذه العمائر واحدة وراء واحدة، ولا يوجد من توجه عليه لا أقول أصبع الاتهام بل أصبع السؤال؟ يا ترى ما هي الحقوق التي سيعوَّض بها ذوو الميت، والمحزونون عليه، أم أن القضية ستتحول إلى (أحسن الله عزاءكم، والحمد لله إنها جات على كذا)؟! هل صرنا في مجتمع الغاب الذي يفترس كل شيء، ولا يقر بأنه فعل شيئاً؟ (عمارة وراء عمارة) وفي شهر واحد ولا توجد خيوط العنكبوت -على أقل تقدير- التي توصلنا إلى الجهة (الدايخة) في البلدية أو الدفاع المدني، أو حتى الناس أنفسهم من الأموات؟ المهم أننا نفتح الملف، ونعلن نتائجه، وسنقبل بالنتيجة أياً كانت مع الإنسانية أم ضدها، فهي خير من السكوت القاتل!! يا الله.. كم هي الحياة مخيفة في العيش مع هؤلاء المسؤولين اسماً، الصامتين فعلاً، الذين ينطبق عليهم مثل الغلابى (يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته). كل هذه العمائر، وكل هذه الجثث، وليس هناك لا برامج تلفزيونية، ولا بيانات بلدية، ولا لجان حقوقية؟ أين الذين صدعوا رؤوسنا بالبيانات، وبرامج الفضائيات، وحقوق الإنسان؟ أين الضمير المحلي، والحقوقيون، والمحامون، والمسؤولون الميدانيون؟ إنني أخشى من شماتة اثنين، من شماتة من يقول: ذنوب أهل جدة، وشماتة من يقول: الناس هم السبب!! ويظهر أن المغني سيستمر في مواويله (يا ليل خبرني عن اللي جرى لك)!!