انتقل ناصر الشمراني للشباب وذهب الهوساوي والمحياني للهلال ومرت حالة الانتقال دونما نسمع من نبرة صوت الاحتجاح والرفض ما يوازي في مضمونه ما نسمعه اليوم ضد الكعكي وضد إدارته. وما بين انتقال الشمراني وأسأمة والمحياني ومابين رحيل كامل الموسى والمر هناك أسماء نصبت نفسها وكأنها الأساس المتين الذي قد يسهم في الوصول بالوحدة الفريق والنادي إلى مصاف تلك الأندية التي لازالت تستحوذ على النصيب الأوفر من الإعجاب. قبل أن أسمع هؤلاء الذين هاجموا الكعكي لمجرد أنه قام بدوره كمسؤول تهمه الوحدة كنت أتمنى من أعضاء البهرجة أن يدفعوا ولو بالقطارة لكي يسلم كيان الفرسان من هذه الضائقة المالية التي بدأت مع حاتم عبدالسلام واستمرت مع التونسي وتأكدت مرارتها ونحن نشاهد عبدالمعطي يصارع بمفردة في مرحلة لم نر فيها إلا التصريحات والاتهامات والتشكيك واستغلال وسائل الإعلام على طريقة الدعجاني والطيب والمطرفي، هكذا لمجرد الحضور واقتباس صورة ملونة في خضم تلك الأحداث المتسارعة التي باتت معضلة من معضلات عديدة هي العنوان البارز للوحدة أولا ولأعضاء الفلاشات ثانيا. ماذا يريدون من الكعكي أن يفعل هل يريدون كامل المر يذهب بالمجان أو على طريقة رحيل المحياني الذي عاندوا من أجله إلى أن خسرت الخزينة الوحداوية ما يقارب العشرة ملايين ريال وكل ذلك بسبب العناد والمكابرة والجهل بالقوانين. ما يحدث في الوحدة هو أكبر من الوصف فالذي يحدث داخل أروقة هذا الكيان المكاوي هو أشبه ما يكون بالصراع الشخصي الذي يستهدف إدارات ولاعبين ومستقبلا ومن يرغب في معرفة لماذا يحدث وكيف ومن يتحمل الأسباب فما عليه إلا ملاحقة هؤلاء الأعضاء الذين انقسموا حول القرار قبل أن ينقسموا حول بطولة مزيفه لا تتجاوز كم جملة اعتراضية تقدم للمراسلين في الصحف والفضائيات. هؤلاء المحتجون على انتقال المر والموسى والذين تحولوا إلى منظرين، مواقفهم مع الوحدة مواقف مدونة في خانة السلبية فلا هم دعموا التونسي ولا هم وقفوا مع الكعكي ولا هم قبل الأول والثاني مارسوا دورهم الفعلي وقدموا من الدعم المالي ما يكفي على الأقل لتكون احتجاجاتهم ومطالباتهم مقبولة. فالذي يحدث اليوم في الوحدة لم يكن بالحدث الاستثنائي بل على النقيض فالذي يحدث اليوم سبق وأن تكرر في سنوات مضت وعندما يخسر الفريق لاعبا ونتيجة ومناسبة سرعان ما يتحول أعضاء النكسات إلى واجهة الإعلام وهكذا دواليك الكل يبحث عن بطولة ذات وبريق شهرة مزيفة لا تسمن ولا تغني من جوع. أما عن الأهلي ومواقفه سواء مع إدارة الكعكي الحالية أم مع إدارات سابقة تبقى في نظر العاقل مواقف تاريخية فالأهلي يدعم ويساند ولم يبخل يوما على هذا الكيان لا بالمال ولا باللاعبين ولا بالمدربين ولكن هذه الحقيقة يبدو أنها غائبة عن (صغار السن) الذين لا زالوا سنة أولى رياضة. عموما الصوت العالي لا يصنع نجاحا ولا يمكن له أن يحقق غاية أو هدفا وإذا ما أراد العقلاء في الوحدة ترميم كيانهم ليعود قويا ومنافسا فما عليهم فعله أولا هو كبح جماح هذه الأصوات النشاز التي تهرف بما لا تعرف ففي حال ما إذا تحقق ذلك فمن المؤكد أن الوحدة سوف تعود إلى مناخ الاستقرار ومناخ المنافسة، أما أن يترك لهؤلاء المجال لاستغلال المواقف وتضخيم الصغير منها قبل الكبير فهنا معضلة قد تعيق الطموحات ولربما تكون سببا جوهريا يعيد الفرسان إلى مصاف أندية الدرجة الأولى مثلما سبق وأن فعلوه ذات زمان وسلامتكم !.