أكد رئيس نادي الوحدة السابق جمال تونسي أن سبب رحيله من الرئاسة قبل انتهاء فترة تكليفه يعود للأجواء «المكهربة» التي شهدتها أورقة النادي في الأيام الماضية في أعقاب صفقة انتقال اللاعب عيسى المحياني للهلال، والاحتجاجات الجماهيرية الكبيرة والهجوم القوي الذي تعرض له من دون داع، مضيفاً أن أعضاء شرف مخربين غير وحداويين يعرفهم القاصي والداني من محبي النادي هم سبب المشكلات الأخيرة والحال المزرية التي وصل لها النادي في هذه الفترة بالتحديد. وقال: «ابتلينا في الوسط الوحداوي ببعض الأسماء الشرفية التي تدعي حب النادي وهي من ذلك براء، نظراً لميولها المعروفة التي يعلمها الجميع قبل قربها من الوحدة، وهدفها الأول والأخير هو التخريب على مسؤولي النادي والظهور الاعلامي على حساب الكيان الوحداوي العريق وجماهيره الكبيرة، وهؤلاء الأعضاء للأسف هم سبب دمار النادي ويشكلون نسبة 90 في المئة من سبب استقالتي النهائية، لأنهم أشغلونا في الإدارة وأشغلوا اللاعبين والجماهير بأساليبهم المكشوفة، وحقيقة عندما وجدت أن الأجواء مكهربة وغير صحية ولا تساعد على النجاح فضلّت الانسحاب قبل انتهاء فترة التكليف حتى أُريح وأستريح، وأترك المجال لشخصية وحداوية غيري ربما تساعدها صحتها على تحمل الضغوط النفسية الشديدة التي تحملتها صحتي كثيراً في الأعوام الماضية، ولم يعد بإمكانها تحمل المزيد منها في الفترة الحالية». وواصل: «تراكمات التحركات الشرفية من الأسماء غير الوحداوية وإفرازاتها ظهرت على السطح ونجحت في التأثير على جماهير النادي التي شنّت عليّ هجوماً قوياً في المنتديات، وحاولت بعض الجماهير الترصد لي والاحتكاك بي في النادي أكثر من مرة، فكيف نعمل ويكون بمقدورنا قيادة النادي إلى المكانة التي ترضي طموحات الوحداويين، وإكمال مسيرة البناء التي كادت أن تصل بنا إلى منصات التتويج؟ ولذا وبعد تفكير عميق في الشأن الوحداوي قررت تقديم استقالتي إلى الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد الذي قبلها وله مني جزيل الشكر والتقدير على الثقة الغالية التي حظيت بها في الفترة الماضية، كما أشكر نائبه الأمير نواف بن فيصل على وقفته مع النادي، والشكر موصول لرئيس أعضاء شرف النادي الدكتور محمد عبده يماني على جهوده الرائعة التي بذلها مع الكيان المكي ودعمه القوي لي خلال الفترات الماضية». وأضاف: «حاولت قدر المستطاع خدمة النادي والحفاظ على نجومه وثرواته المكتسبة خلال فترة وجودي على كرسي الرئاسة، ونجحنا في ذلك كثيراً، وتمكنا في الأعوام الثلاثة الأولى من تجديد جميع عقود أبرز وأميز النجوم في الفريق أمثال عيسى المحياني والكويكبي والشمراني وأبناء الموسى وعساف القرني والمر وأميدو وغيرهم من اللاعبين المميزين، ولكن مع توالي المواسم وارتفاع أسهم اللاعبين وأسعارهم في بورصة الاحتراف لم يعد بقدرتنا تجديد عقود جميع اللاعبين نظراً لأن امكاناتنا المادية لا تسمح بذلك، فلاعب مثل المحياني يحتاج لعشرة ملايين ريال حتى نبقيه في الفريق طوال السنوات المقبلة وهذا المبلغ بالنسبة لنا كبير جداً ويعدل موازنة النادي في عام كامل في جميع الألعاب، واللاعب من أبسط حقوقه أن يحلم بتأمين مستقبله الرياضي ويطمح الى اللعب للنادي الذي يلبي طلباته وشروطه، ومن هذا المنطلق رحل عنا الشمراني وهوساوي وأخيراً المحياني. واستطرد: «ستجد إدارة النادي الجديدة تسهيلات كبيرة من الناحية المالية ستساعدها بالتأكيد في القيام بمهامها وأمورها بشكل جيد، فهناك مبلغ عشرة ملايين ريال قيمة صفقة اللاعب عيسى المحياني إلى نادي الهلال، وثلاثة ملايين ريال تمثل حصة النادي من حقوق إعانة الاحتراف والنقل التلفزيوني، إضافة إلى امكان ابرام عقد استثماري مع احدى الشركات الكبرى لرعاية النادي في الموسم المقبل، وهناك نقطة مهمة جداً وهي أننا قمنا بتسديد رواتب اللاعبين المحترفين في النادي حتى شهر محرم الماضي، وأتمنى أن تحظى الإدارة الجديدة التي سيختارها المجلس الشرفي بدعم جماهيري مؤثر حتى تستطيع السير بالنادي إلى منصات التتويج، وتُعيد الفرسان إلى أيام زمان وساحة الألقاب الذهبية وعالم الإنجازات والبطولات وترسم البسمة على شفاه كل وحداوي غيور على ناديه».