مدرسة الإمام عاصم لتحفيظ القرآن الكريم في مدينة الجبيل الصناعية مدرسة متميِّزة شكلاً ومضموناً، أما التميُّز في المضمون فهو تميُّزٌ تشترك فيه مدارس تحفيظ القرآن الكريم جميعها، لأنها ترتبط بكتاب الله عزَّ وجلَّ قراءة وتجويداً وحفظاً، وكفى بذلك تميُّزاً ليس له نظير. وأما التميُّز في الشكل فهو ما يمكن أن أتوقف عنده هنا. لقد أسعدني الأخ الكريم الأستاذ طارق البليهد بدعوتي لزيارة هذه المدرسة وهو المشرف الإداري عليها، فاستجبت لدعوته وذهبت إلى المدرسة قبيل الظهر ومعي الأستاذ خالد الفارس وهو من الإداريين في المدرسة، وكان في استقبالنا المشرف الإداري وعدد من إداريي المدرسة، حيث اصطحبوني في جولةٍ سريعة على فصول المدرسة وأفنيتها، وقاعاتها، ومعملها، وقاعة (الحاسب الآلي فيها) حتى وصلنا إلى المكتبة حيث بدأ اللقاء بعدد من معلِّمي المدرسة وبعض طلاَّبها، وقد حيَّوني بقصيدةٍ ألقاها طالب في المرحلة الابتدائية من الطلاب المتفوقين في فن الإلقاء، وجرى حوار أدبي عام بيني وبين الحضور، تحدثنا فيه عن الكلمة وقيمتها أو عن الأدب ودوره، وعن اللغة وأهمِّيتها، واستمعت إلى شرح عن المدرسة ومستواها وإمكاناتها، وعدد طلابها الذي يتجاوز التسعمائة وخمسين طالباً، وعن الإقبال الكبير من سكان الجبيل على المدرسة مما جعل الأعداد المتقدمة أضعاف العدد الذي يمكن قبوله سنوياً. وأقول: تكاد تتساوى مدارس تحفيظ القرآن في المملكة في جانب المنهج، وتنفيذه، وطريقة العناية بتدريس القرآن الكريم، تلاوة وتجويداً وحفظاً، ومن يزور مدارس تحفيظ القرآن يجد من ذلك ما يثلج الصدر ويؤكد الرسالة الكبيرة التي تؤديها هذه المدارس المباركة، وقد التقيت ببعض المهندسين والموظفين الناجحين في شركاتهم ودوائرهم من خريجي مدارس تحفيظ القرآن الكريم. هنالك شيء يلفت نظر الزائر لمدرسة الإمام عاصم في الجبيل الصناعية ألا وهو تميُّز المدرسة من حيث الشكل، البناء الانسيابي الجميل والممرات المنظمة، والأفنية المنسقة، والفصول المجهَّّزة أحسن تجهيز، والنظافة التي تتميز بها المدرسة، ووجود معامل متطورة، وقاعة حاسب آلي مجهَّزة بطريقة ممتازة، وهو تميُّز لا تخطئه عين الزائر، يسعد به الأستاذ كما يسعد به الطالب، هذا مع أنها مدرسة قديمة البناء، فقد بنيت منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وهو أنموذج متميِّز للمدارس، سبق أن رأيت نظيره في ينبع الصناعية قبل سنوات، وله نظائر في المدارس التي بنتها شركة (أرامكو)، وكم يكون الفرق كبيراً جدَّاً حين يزور الإنسان مدرسة تابعة لهذه الجهات، ومدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم، حتى كأن إحديهما في بلدٍ، والأخرى في بلدٍ آخر، لما بينهما من الفرق في جودة البناء، وجماله، وتكامل مرافقه وجودة أدواته، وتوزيع تكييفه تبريداً وتدفئة، مع أن الفرق في التكلفة المادية بين الأنموذجين ليس كبيراً، بل قد يكون متساوياً كما ذكر لي بعض المختصين في تكاليف هذه المشروعات المادية. بارك الله في الجهود المضيئة المبذولة في بناء الإنسان الذي يُسْهم في بناء وطنه وأمته. إشارة: كل القوافي التي وشَّيتها وقفتْ أمام باب الأماني ترقب الحُلُما