فيليب جي بارني بريطاني الجنسية عمل مهندساً معمارياً في عدة شركات للمقاولات بدول الخليج العربي لمدة 33 عاماً رصد الكثير من الملاحظات المثيرة والغريبة التي يمارسها بعض سكان دول الخليج ونشرها في جريدة التايمز اللندنية منذ فترة من الزمن. يقول فيليب جي: رأيت - في دول الخليج - الكثير من التصرفات والأفكار والعقليات الغريبة والمثيرة للدهشة والاستغراب.. وسأورد بعضا مما قاله: إنشاء أي مبنى ينتهي في ثلاثة أشهر فقط. الفاشلون من النجارين والحدادين والعمال يحصلون على عقود أعمال أكثر من شركات المقاولات الضخمة بسبب تدني أجورهم. الفاشلون والجهلة يحصلون على رواتب ومميزات أكثر من الناجحين والمتعلمين. الاستعراض بالسيارات والملابس والعطور والهواتف النقالة هو الشيء الوحيد الذي يجيدونه الناس. الشركات تنهي خدمات الموظفين في أي لحظة وتلقيهم في الشارع دون سبب أو إنذار مسبق. إذا تكلمت مع رئيسك الفاشل في العمل وأشعرته إنه خبير في إدارة الأعمال تصبح نائبه خلال شهر واحد وسيتضاعف راتبك خمسة أضعاف. نسبة السيارات الجديدة المحطمة في الحوادث ثلاثة أضعاف نسبة السيارات التي تسير في الشوارع. الضوء الأحمر في إشارة المرور هو علامة الانطلاق لبعض السعوديين والقطريين. البعض يعتمد كسر المرايا الجانبية من أجل إدخال سيارته بقوة بجوار سيارات الآخرين. حادث المرور يغلق الطريق لساعات طويلة دون اهتمام أو مراعاة لظروف سالكي الطريق. ويتساءل متى ستتطور عقلية الناس من أجل اللحاق بركب دول العالم؟ طالما يملكون ثروات هائلة تمكنهم من الصعود وبسرعة! والراصد المنطقي والواقعي لكثير من التصرفات لا يمكن نفيها لأننا نتعايش ونبتئس ونمتعض ونتألم حين نشاهدها. وقال فيليب بشيء من السخرية أن أكثر شيء يجيده كثير من سكان دول الخليج هو الاستعراض بأفخر أنواع السيارات والملابس وأحدث موديلات الجولات ويقول بأننا نتقن هذه الصنعة. ولا أدري عن استمرار بعضنا في ممارسة السلوكيات الخاطئة.. هل السبب يكمن في البنية الثقافية لدينا؟ أم في أسلوب التعليم التلقيني ومخرجاته ؟ أم أن هناك أسباب أخرى لم نستطع كشفها أو حتى معرفتها؟ ونحتاج إلى حزمة من البحوث العلمية.. ففي جميع الأحوال الآخرون يروننا بدون عدسات تكبير فنحن مكشوفون.شئنا أم أبينا. لذا ينبغي إلا نغضب حين ينشرون في مذكراتهم أو صحفهم ويسخرون من تصرفاتنا لأنها تمثل جانبا كبيرا من واقعنا الفعلي. ومع الأسف الشديد فالبعض من ممارسي تلك السلوكيات السلبية يظنون أن ذلك إشباع لذواتهم وغرائزهم، فلماذا إذا نمارس سلوكيات خاطئة في الوقت الذي نحترم النظام، وأم النظام حين نقود سيارتنا في بلدان العالم المتقدم.. إذا ليس الخلل في عدم فهم النظام إنما عدم احترام النظام. لماذا..ولماذا؟ أسئلة تتشظى وتصطدم بأعتاب السلم الحضاري تلك السلوكيات السلبية هي انعكاس حقيقي عن ثقافتنا المجتمعية التي لم تزل تعش انعزالا عن الوعي الحضاري ومن يغضب فليعط إجابته مقنعة لماذا يستمر بعض سكان دول الخليج يمارس سلوكيات غريبة؟ على حد وصف فلبي. على فكرة رغم إن المقالة نُشرت منذ عدة سنوات إلا إن تلك الملاحظات ما زالت ممارسة ولا ندري متى يتم اجتثاثها من الذاكرة الخليجية؟