أرسلت إحدى الأخوات على جوالي رسالة تقول: اتصلت جدتي ببرنامج في إحدى القنوات، وأخذت تنتظر بضع دقائق حتى انتهى رصيدها، فصارت تدعو عليهم فما الحكم؟! والجواب عندي: يجوز الدعاء على الظالم!! إنني وإلى هذه اللحظة، ورغم وجود محطات دينية وغير دينية، تعرض برامج لتفسير الرؤى، لم أجد واحداً (في حدود ما شاهدت) يفهم في علم الرؤى، أو يقنع في تفسيره عاقلاً أو عارفاً بأمور الشرع، وفقه الواقع! كل الذين سمعت لهم في الفضائيات وبدون استثناء (دجالون)، وحتى أتقي الله في العبارة -ربما وجد شيخ في محطة- لا أعرفه ولم أشاهده! كل الذين شاهدتهم يفصلون الرؤيا، ويسألون أسئلة غريبة، ويدندنون حول قضايا محددة (رؤيا طيبة)، (بشارة خير)، (خبر يسرك)، (شر يصرف عنك)، وإذا كان المعبر جريئاً بادر ببعض المعاني العامة بعد سؤال استباقي، كأن يقول: هل أنت تشكو من هم، أو هل أنتِ تفكرين في شيء مهم؟! فيقول أو تقول: نعم، فيقول: بإذن الله سيزول هذا الأمر!! وكأنه لا يوجد في الكون من يمرض أو يغتم! ولو عقدنا ندوة بين العلماء المشهود لهم بتعبير الرؤى وبين هؤلاء الدجالين الجدد من سطحيي المشيخة أو مدعيها لوجدنا العجب والفضيحة!! وأكبر الدجالين الذين يدعون أنهم يعبِّرون عبر مراكز تعبير رؤى، للاستشارة (بالفلوس طبعاً)، أو لتدريس التفسير للرؤى (بفلوس طبعاً)، وأكثرهم دجلاً من يعطي دبلومات تعليمية (بفلوس طبعاً)، ثم أكثرهم دجلاً ممن رأيت الذين يستقبلون تفسير الرؤى برقم (700) و(800) بطرق غريبة وأظن أننا نفهم أنها (بفلوس طبعاً)، مع قناعتي بإمكانية وجود جهات موثوقة لكني بعد لم أرها!! وللأسف أن هذه الظاهرة، واللعبة المادية السيئة، أخفت مكانة العلماء الربانيين الواعين الذين فتح عليهم في التعبير، وملكوا شروطه، وهم موجودون، ولكنهم لا يصدرون أنفسهم لا في برامج فضائية ولا ليلقوا دورات وهمية بالدجل. والذي يؤلم النفس أن هؤلاء المتهورين هم ممن يدعي المشيخة لكنها السطحية، والالتزام بهدي الكتاب والسنة، ولكنهم لا يعلِّمون أوهامهم، وينشرون أفكارهم إلا (بالفلوس)!! رسالة إلى كل من يفكر في تعبير الرؤى عبر هذه الدورات الوهمية، ورسالة إلى كل من يلعب بدين الناس، ويتصدى في البرامج: إنكم تلعبون بدنياكم لأن العارفين يدركون مدى الفضيحة التي وصلتم إليها، كما أنكم تلعبون بآخرتكم حسب تعبير الإمام مالك لمعبري الأوهام من الدجالين الجدد: أتتلاعبون بالنبوة؟!