علاقة الأهلي مع صناعة المواهب الفذة علاقة لها من الدلائل ما يكفي لتأكيد عراقة هذا الكيان العملاق مع الأفضليات . فمن خالد مسعد وإلى أن تصل حدود مالك معاذ وتيسير والجيزاوي هناك مدلولات عمل منظم إن كان لها من معنى فالمعنى الواضح هو ذاك الذي تؤكد حقائقه مدرسة كروية تأسست بفكر خالد بن عبدالله، تلك المدرسة التي لا تهتم بالكم بقدرما تهتم دوما بالكيف، والكيف في مباديء كرة القدم الحديثة بات مع هذا العملاق واقعاً جميلاً نتلمسه من خلال هذا الجيل الذي يملك من القدرات الكروية الراقية ما يكفي لإشباع ذائقة المتيم بحب هذه المجنونة ونجومها . غاب الصغير وحضر المسعد واعتزل حسام فقدم لنا التاريخ نجما بحجم مالك، وانتهى جيل طلال صبحي وخالد أبو راس فيما بديل هذا الجيل هانحن نعيشه مع تيسير الجاسم وحسن الراهب والجيزاوي ومع بقية لا تزال محل الانتظار كي تأخذ فرصتها لتضيف المزيد من الجمال لنهج رياضي مختلف تأسس بفكر الأمير المثالي خالد بن عبدالله . لم يكسب الأهلي هذا العام بطولة لكنه قبل البطولة ومكاسبها كسب الأهم.. كسب الجيزاوي وحمود عباس وأحمد درويش، ومن يكسب مثل هذه الأسماء الشابة فالبطولة مهما طال غيابها حتما ستعود، المهم أولا هو الحرص على توثيق العمل الجيد ليس على أوراق ما يكتب في الإعلام وإنما في مدرجات أجزم هذه المرة بأنها على كامل المعرفة بكل هذه المقومات التي غابت عن الأندية الأخرى، فيما تجلت بوضوح ووضوح كامل في الأهلي . ميزة هذا العملاق الذي تعشقه جدة إنه مدرسة رياضية متكاملة تؤسس للعمل الاحترافي ولا يتوقف، بل إن البارز في هذه المدرسة وفصولها المفتوحة دائما ما نلحظه في الإصرار على تدعيم المنتخبات، ففي الوقت الذي تجافي فيه البطولات هذا الفريق العتيق نجده في الأول والأخير وقد أضاف لقائمة المنتخبات أكثر من موهوب وأكثر من نجم وفي جميع المراكز، هذه الميزة والسمة إن دلت على شىء فإنما تدل على أن الفكر الأهلاوي الذي ارسي قاعدته خالد بن عبدالله مثال حي يجب أن يحتذى به طالما أن الهدف المنشود الذي يشترك فيه الجميع هو الارتقاء بكرة القدم السعودية التي لا تزال تحفظ في سجلاتها التاريخية ما لهذا الكيان الكبير من مكانة ومن دور ومن تأثير. الأهلي باختصار شديد هو كيان يسير في الطريق الصحيح وإن غابت عن قلعته كل البطولات فالبطولات الغائبة ستعود إليه طالما أن الفكر السليم هو من يبني المستقبل. هذا ما يجب على جماهير الأهلي من الخليج إلى البحر الوثوق به، أما عباراتنا الانفعالية التي نجر حروفها تحت مؤثرات الهزيمة العابرة فلا يمكن لها أن تصبح منطقا للقبول وإنما العكس . أما عن حراسة المرمى هذا المركز الذي بات يشهد شح المواهب فواقعها اليوم مقبل على ميلاد موهبة استثنائية أرى في ملامحها بعضا من مهارة الدعيع وبعضا من حماس سالم مروان . إنها موهبة حارس النصر عبدالله العنزي، تلك الموهبة التي متى ما حافظت على ما تمتلكه من حماس وثقة ففي تصوري إنها ستكون الموهبة الأولى ليس في قائمة النصر وإنما الأولى في قائمة المنتخب.. وسلامتكم.