وصف جميل لا ينطبق بصورة شاملة متكاملة إلا على الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، وصف دقيق لجامعة إسلامية عريقة كان افتتاحها فَتْحاً علمياً كبيراً، لأنها وضعت أمامها هدفاً إسلامياً كبيراً، ألا وهو احتضان أبناء المسلمين في أنحاء العالم، وتعليمهم التعليم الشرعي الصحيح، واللغوي السليم، والدَّعوي المستقيم، ليعودوا إلى بلادهم علماء، ومعلمين، ودعاةً ومسؤولين في دولهم يقومون بأدوار علمية وعملية وتربوية مشهودة. الجامعة التي لا تغيب عنها الشمس، لأن النسبة الكبرى من طلابها من خارج المملكة من أووبا وأمريكا، وروسيا، وأفريقيا، والصين واليابان والهند والباكستان وأفغانستان، وغيرها من بلاد العالم القريب والبعيد، ولذلك كان هذا الوصف دقيقاً مناسباً لهذه الجامعة العريقة. زرتها أكثر من مرة فما لقيت إلا عملاً دؤوباً، ونشاطاً متواصلاً، ومهرجانات وندوات لا تنقطع طوال العام، ومعارض سنوية للكتاب تُعَدُّ من أنجح المعارض التي تقيمها الجامعات، وما لقيت إلا مديراً يتقن فنَّ (العمل) فما يعرف الملل، ولا يعرفه الملّلْ، ولا يرى الكسل، ولا يراه الكسل - ما شاء الله تبارك الله-، وما لقيت إلا رجالاً من إدارييهم وأساتذتها وموظفيها، يفتحون أبواب العمل العلمي والثقافي على مصاريعها مشرعةً للناس، يدخلون منها إلى واحات العلم والمعرفة والثقافة والأدب، فينهلون منها حتى ترتوي عقولهم، وترضى قلوبهم. لقد مرَّ بالجامعة الإسلامية علماء فضلاء، ومديرون ناجحون جادُّون كسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ عبدالمحسن العبَّاد والدكتور عبدالله الزايد والدكتور عبدالله العبيد ود. صالح العبود. فكان لهم من الجهود ما يذكر ويشكر، ثم استلم دَفَّة القيادة فيها معالي مديرها الحالي د. محمد العقلا في هذه المرحلة التي تتلقى فيها الجامعات دعماً مالياً ومعنوياً كبيراً من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -وفقه الله- وعناية شخصية منه بافتتاح الجامعات وتطويرها، تولى الدكتور محمد العقلا إدارة الجامعة التي لا تغيب عنها الشمس، وهو الرجل العملي الدؤوب الذي يعرف كيف يطبق النظام دون تعقيد، كيف يلتزم بالتعليمات دون تقييد، فانطلق بالجامعة الإسلامية انطلاقة محمودة، وزاد من تألق دورها ورسالتها داخل المملكة وخارجها، وهو مع ذلك كله متواضع كل التواضع، مؤمن بأنَّ ما يقوم به إنما هو واجب الأمانة التي يحملها. في رحاب الجامعة الإسلامية تجد حياة وحركة جديدة، ونشاطاً رائعاً يؤكد لنا الدور الكبير الذي تضطلع به الجامعات في المجتمع الذي تُوجد فيه علماً، وثقافة، وأدباً، وخدمة للمجتمع، وأثراً إيجابياً في عقول الناس وقلوبهم، فهي جامعة أنموذج من حقها علينا أن نشيد بها ونشكر مديرها وجميع العاملين فيها. أما معرض الكتاب الذي تشرف عليه وتقيمه عمادة شؤون المكتبات في الجامعة بقيادة عميدها الفاضل د. عماد حافظ، فهو معرض مهم لأنه يخدم آلاف الطلاب القادمين من أنحاء المعمورة بما يوفر لهم من الكتب والمراجع التي يحتاجونها بأسعار معقولة مقبولة تسهِّل على الطالب وميزانيته المالية المحدودة أن يحصل على ما يحتاج إليه من المراجع المهمة، وقد سمعت من الطلاب أنفسهم كلاماً جميلاً عن هذا المعرض، وأهميته، وخدمته للدارسين، وهو معرض يتفاعل معه أهل المدينة، زيارة وشراء، ويعدونه معلماً من معالم الجامعة الإسلامية المهمة. في الجامعة التي لا تغيب عنها الشمس تطويرٌ واضح، وزيادةٌ في عدد المنح، ونشاط علمي ثقافي مشهود، وفيها جمهور أدبي مثقفٌ يتفاعل مع الكلمة الأدبية المعبِّرة شعراً ونثراً: فتحية لها وللقائمين عليها. إشارة : إذا كان للعصر ظ=فأقْمارُنا فيه لا تَأْفُلُ