الانفعال والغضب والتشنج لغة إعلامية لم يعد لها في زمن الوعي لا مطرح ولا مرسى ولا مكان، ومن يحاول التمسك بهذه اللغة سيخرج من ( اللعبة ) مثلما يخرج (البليد) من قائمة الناجحين والمبدعين والمتميزين حقيقة يعرفها العاقل ويجهلها الجاهل وما بين مخرجات العقل ومدخلات الجهل لا أعتقد أن بعض الإعلام الذي يمثل النصر اليوم مؤثر بل ولن يصبح كذلك مؤثرا طالما أن الذين يمثلون هذا الإعلام لا يملكون من المفهوم أكثر من صوت متشنج ومفردة تضلل تلك الحقيقة وتضلل معها مسيرة كيان عملاق لا يزال ينتظر الوعي أكثر من انتظاره لصوت الغضب والتشنج والانفعال . نحب النصر باسمه .. بتاريخه .. بجماهيره ولا يمكن مع الحب للنصر وأهله الطيبين أن نساوم على أي حق مشروع فالحق في مبادئنا وأخلاقياتنا يعلو ولا يعلى عليه نؤمن اعتقادا بهكذا واقع ونملك الشجاعة في تأكيد حقيقته لكننا وبرغم الاعتقاد والتأكيد لا نجد أمامنا اليوم سوى فئة تنتمي لصحافة النصر كمسمى فقط أما كنتيجة، فالنتيجة لا تتجاوز نتيجة الطالب الكسول في الامتحان وكما يقال عند الامتحان يكرم المرء أو يهان . لم ولن نساوم على الوطنية ياأحبابنا، فالوطنية لا مجال لأن تصبح مفردة مطاطة تلوكها ألسنة المتعصبين والمتشنجين الذين من شدة الغضب قد لا يفرقون بين الواحد والأف فلماذا التجني يا صاحبي ؟ أسأل ولا تهمني الإجابة بالقدر الذي يهمني كمحايد يكتب للجميع ويحب الجميع أن أرى فارس نجد وقد عاد إلى دائرة الأقوياء يكسب على الميدان بمهارة لاعبيه ويكسب على وسائل الإعلام بمنطق من يمثلون واقع صحافته . فهذا هو المهم وذاك هو الأهم أما مسألة عدم الفهم بمضمون أي حوار فهذه مسألة تتعلق بمن يحلل ويناقش مع العلم بأن الحوار أي حوار يعد بمثابة الفرصة السانحة لمعرفة كل الفوارق بين من يقدم الرأي المقنع ونقيضه . إداريا وأقولها للتاريخ النصر وجمهور النصر محظوظون بالأمير فيصل بن تركي الذي أوجد في غضون عام واحد ماعجز عن تحقيقه الآخرون في عقود أما إعلاميا فالحال لا يبدو كذلك كون الذين هم اليوم في الواجهة أقل بكثير من طموحات النصر وأقل أكثر وأكثر وأكثر من تطلعات تلك الجماهير الكبيرة التي أنهكها التعب وهي تلاحق النصر بين سراب النقد المبطن والاتهام المضحك . اعملوا من أجل النصر واتركوا ملاحقة الآخرين .. دعوا التشنج وتعاملوا بالمنطق .. أغلقوا ملف الصوت المرتفع وتمسكوا بمصلحة الكيان . فكل هذه الأشياء هي روشتة العلاج المطلوبة التي متى ماتحققت فالنصر سيعود قويا بنظرية التطبيق وليس بنظرية ( خذوهم بالصوت ) . الهلال أمام خيارين إما أن يغامر بإنهاك لاعبيه في بطولة الأبطال فيخسر الآسيوية وإما أن يضحي بالأولى من أجل عيون الثانية . الهلال فاز بالدوري وكسب كأس ولي العهد لكنه يحتاج للقب قاري غاب عنه طويلا، وهذا اللقب يحتاج بالتأكيد للمزيد من التضحيات فهل يقرر الهلال ذلك أم أن العكس هو الصحيح . الطمع ياهلاليون قد يضيع ما جمع فالحذر واجب والتركيز مهم والآسيوية مطلب وغاية وضرورة وسلامتكم .