القرار أي قرار يبنى على الاجتهاد لا يمكن له أن يصبح قرارا صائبا حتى ولو مارسنا من أجل الترويج لسلامته على وسائل الإعلام ما يفوق في درجاته تلك الديباجة التي أضحت من سمات الانتخابات العربية والمرشحين لها. نعم قد نجد من يجتهد في صناعة قرار فينجح لكن هذا الاجتهاد ليس إلا حالة استثناء مع أي حالة استثناء هي في الغالب حالة عابرة لا يمكن الاعتماد عليها في إطار تقييم العمل أو في مسيرة القرار الصحيح أو في طريق المخرجات التي تهم اللجان واللوائح وبنود القانون. وفي مجالنا الرياضي وما يتعلق به هناك من يعتمد على عواطفه وهناك من يجتهد وإن مارست الربط بين العاطفة والاجتهاد فالنتيجة الحاسمة ستجعل من لجنة الانضباط وقراراتها الاجتهادية قضية كبرى تحتاج للنقاش وتحتاج للعلاج. ففي أي قرار يصدر من لجنة الانضباط يغيب النص القانوني السليم مع غياب اللائحة وبالتالي لا نجد بعد غياب لائحة القانون سوى أعضاء يعتمدون في رسم خارطة القرار الخاص بالعقوبات على اتجاهين لا ثالث لهما الأول عاطفي والثاني عشوائي ولهذا فإن ردة الفعل الجماعية التي نسمعها مؤخرا والتي اتسمت بنوع من التحفظ على أسلوب اللجنة وقراراتها ليست إلا إفرازا طبيعيا لما يحدث من أخطاء في اللجنة وفي طريقة التعاطي مع القرارات، فمرة نجد عقوبة قاسية تطال لاعبا وتارة يختلف المشهد فنجد نفس العقوبة وقد مرت مرور الكرام عن آخر أما في الثالثة فالذي يتكرر نراه في لاعب يركل ويرفس ويصارع دونما يلقى من يردعه أو يعاقبه أو على الأقل من يقول له كفاية والسبب لن أقدمه في قالب الاتهام بالمحاباة، وأنا السبب أراه بحسن النوايا في لائحة مطاطية استندت ولا تزال تستند على عواطف نابت السرحاني واجتهادات لجنته. رادوي في دقائق أوقف والرهيب راشد الذي قدم لنا وجها قبيحا لكرة القدم مع ياسر القحطاني منح إشارة الضوء وما بين الحالتين هناك مشاهد أكثر سخونة كان البطل لها حسام غالي فلماذا تصمت اللجنة هنا وتصرخ بالقرارات السريعة هناك؟ نحن لا نتهم ولا ندين ولا نشكك لكننا نريد من يقدم لنا لائحة منظمة قراراتها تشمل ولا تستثني. هذا هو المطلب وتلك هي الضرورة فهل تستوعب لجنة الانضباط من سلبياتها لتعود أكثر انضباطا أم أن الذي حدث لرادوي وياسر والجيزاوي سيمر عليها مرور الكرام؟ لا أدرك أبعاد الإجابة لكنني أتمنى بعد السؤال أن تبادر لجنة السرحاني في تقييم مرحلة الأمس القريب حتى تستطيع استخدام القانون لا الاجتهاد والعواطف لكون الاجتهاد مع العواطف هو النقيض السالب لأي نجاح منتظر. الليلة يلعب الأهلي بعيدا عن الجغرافيا التي تعشقه وتحبه وبرغم البعد إلا أن هذا الفريق الذي بات أكثر استقرارا يملك القدرة على أن يكسب حتى ولو نازل على كوكب المريخ ولكن بشرط أن تحضر الروح. الأهلي فنياً منظومة فنية متكاملة وما ينقصه فقط سوى عامل الروح والحماس وهذا العامل نتطلع إليه الليلة لكي نتعايش مع أفراح عروس المدائن جدة ونشاهد ابتسامتها العذبة لعريسها الأنيق الراقي.. وسلامتكم.