طالما اشتكينا نحن في المملكة من قلّة المعلومات المتاحة، ومن ندرة المؤشرات التي توجّه دفّة القرار الصائب لمواجهة البطالة، بصفتها العدو الأكبر، والخطر الأعظم الذي يواجه المجتمع، خاصة مع تنامي نسبة الشباب الداخل إلى سوق العمل، مقارنة بمجموع السكان. ومؤخرًا أقدم مشكورًا المهندس محمد عبداللطيف جميل، بالتعاون مع مؤسسة غالوب العالمية على خطوة رائعة وعملية سمّاها (مؤشر باب رزق جميل - غالوب لسوق العمل). إقدام المهندس لم ينطلق من كونه رجل الأعمال الكبير، أو الثري الشهير، وإنما بصفته رئيس (فريق صنّاع فرص العمل) في باب رزق جميل. إنه حقًّا درس جميل، فمع كونه المموّل الرئيسي لباب رزق جميل، إلاّ أنه هنا مجرد رئيس لفريق من عدّة فُرق يتكوّن منها المشروع الجميل. وأمّا غالوب، فقليل من أصحاب القرار لا يعرف قدرها في عالم استطلاعات الرأي والدراسات الميدانية المرتكزة إلى بيانات فعلية ومؤشرات ذات موثوقية عالية وصدقية محايدة. ولذا عندما يجتمع الاثنان: محمد عبداللطيف جميل، ومؤسسة غالوب لإنجاز عمل ميداني يرسم خارطة واضحة لسوق العمل عبر مؤشر علمي عملي، فإن المحصلة لا بد أن تكون (باهرة)، و(فاعلة)، و(يُعتمد عليها). ويذكر موقع المؤشر الإليكتروني أن مؤسسة غالوب العالمية تقوم بطرح عدد من الأسئلة خلال العام في مئات من المواضيع المتعلّقة بسوق العمل في المملكة على آلاف الناس من 15مدينة في المملكة، وتتراوح أعمار الذين تُوجّه إليهم الأسئلة بين 18و 66عامًا موزّعين بالتساوي ذكورًا وإناثًا، وبدرجة ثقة تصل إلى 95%. السؤال المليوني : إلى أي مدى تستفيد الجهات والمؤسسات المعنية من هذا الكم الهائل من البيانات والمعلومات؟ وإلى أي مدى يستفيد أرباب العمل في القطاع الخاص؟ هل وزارة العمل حاضرة؟ وهل وزارة التخطيط منتبهة يقظة؟ وهل الغرف التجارية الصناعية متأهبة ومستعدة؟ وهل أحبابنا رجال الأعمال متفهمون لنتائج هذه الاستطلاعات، ومتحركون بناء عليها لتحسين أوضاع سوق العمل بصورة جذرية مثمرة؟! شكرًا للمؤشر الجميل، ولصحيفة الاقتصادية التي تنشر يوميًّا أخبار المؤشر ونتائجه. وللحديث بقية عن بعض نتائج المؤشر.