يكثر أعضاء الشرف في الأندية ، ولا سيما الكبيرة منها ، ولكن هل فعل أحدهم ، أو بعضهم ما فعله الأمير خالد بن عبدالله في الأهلي؟ وحتى يكون السؤال أكثر وضوحاً.. هل شيد أعضاء شرف الأندية صروحاً ومراكز في أنديتهم، بحجم وروعة ما هو موجود في الأهلي؟ وسؤال آخر ، من أنشأ أكاديمية لناديه ، ورفض أن يضع اسمه عليها غير الأمير خالد بن عبدالله ؟ ومن تحمل هموم الأهلي غير خالد بن عبدالله ؟ ومن يقول إن الوفاء انعدم في وسطنا الرياضي ، فعليه أن يلقي نظرة على شارع التحلية في جدة ، حتى يرى بأم عينيه الوفاء في أجمل صوره. مركز الأمير عبدالله الفيصل \"رحمه الله\" لم يكن مجرد تحفة معمارية ، بل نموذج عالمي لما هو موجود في أندية عالمية كبيرة ، ورسالة حب ووفاء لأمير كبير ظل وفياً للنادي الأهلي. عندما نتحدث عن ميزانية النادي الأهلي ، فإنها قد تزيد على مئة مليون ريال ، وأن نصفها من جيب خالد بن عبدالله ، والسجلات لا تكذب. في كثير من الأندية تسجل تبرعات أعضاء الشرف ك \"مديونيات\" على أنديتهم ، إلاّ في الأهلي ، فإن الأمير خالد بن عبدالله يرفض ذلك. وبعد كل هذا نسمع من يقول ويردد، أن مشكلة الأهلي في بقاء الأمير خالد بن عبدالله !! يا الله ما هذا الجحود؟ وهل من يروج لهذه الأفكار الخطيرة هم أهلاويون؟ كم من رئيس جاء إلى الأهلي وكوّن علاقات، وحقق شهرة وغادر، ولم يعد إلى النادي، وربما نسي مقر النادي، فيما الأمير خالد بن عبدالله مازال يرعى الأهلي. إن قدر الأمير خالد بن عبدالله أنه واحد من ضمن مجموعة إذا فاز الفريق، أو حصل على بطولة، وربما سقط اسمه \"سهواً أو عمداً\"، وعند الخسارة هو المسؤول الوحيد!. إنها أوراق من تاريخ الأهلي الحديث، قد تجبر الأمير الوقور على مغادرة الوسط الرياضي، وترك الساحة، والجلوس مع المتفرجين، والمتابعين عن بعد. ذلك مع كل أسف هو واقع الأهلي في السنوات الأخيرة، ومنها موسمه الحالي الذي سلم فيه كبير الأهلاويين \"الخيط والمخيط\" لإدارة النادي، وفوقها شيكات مفتوحة. لن أنسى تلك القبلة التي طبعها رئيس النادي الحالي، عبدالعزيز العنقري على رأس الأمير خالد بن عبدالله بحضور جمع من الزملاء الإعلاميين، عندما أعلن الأمير خالد عن تبرعه للنادي ب\"عشرة ملايين ريال\" قبل فترة التسجيل الثانية. وللذين لا يعرفون طبيعة الأمير خالد بن عبدالله، فهو يرفض أن يكون شخصاً مختلفاً عن الآخرين، ولكنه يتميز عن غيره، ببساطته، وتواضعه، وأخلاقه الرفيعة. ويكفي الأمير خالد بن عبدالله خلقا وتواضعاً أن يفتح منزله لجمهور الأهلي، وأن يوقف سيارته في الطريق ليستمع لمشجع أهلاوي، وأن يقضي ساعات ليقرب وجهات نظر رابطة المشجعين. أمام هذا الدعم الكبير، وهذه الصفات، وهذا الحب الجارف للأهلي، لم يطلب خالد بن عبدالله من مشجع بسيط أن يطبع قبلة على جبينه، غير أنه بحق يستحق مليون قبلة، وإن لم يقلها، فقد قالتها أفعاله، وما أكثرها. سأفترض، مجرد افتراض أن الأمير خالد بن عبدالله قرر في الساعات المقبلة أن يغادر النادي الأهلي، وأصدر بياناً يقول فيه \"لقد تعبت وجاء الوقت لأرتاح كما فعل غيري\". ترى من سيأتي بعده ؟ ومن سيقبل بحال الأهلي ومشاكله ، وإخفاقات لا تنتهي ظلت تلازمه في كل موسم ، على رغم تغير الإدارات واللاعبين والمدربين ، وقتها لا تلوموه. أيها اللاعبون .. ألا تقدرون هذا الرمز الكبير الذي يتمناه كل ناد ، ألا تشعرون بقساوة ما تفعلونه به ، أما حدثتم أنفسكم يوماً بأنكم مطالبون بأن تهدونه بطولة الدوري ، أو بطولة آسيا، أو كأس الملك للأبطال؟ أيها اللاعبون.. ألا تسمعون؟ ألا تشعرون؟ ألا تخجلون؟.