خسر الهلال الآسيوية مثلما خسر ريال مدريد وغادر دائرة المنافسة في بطولة الأبطال مثلما سبق أن غادر البرشا والريال وميلان، فلماذا كل هذا التهويل الذي نسمعه اليوم من فئة غابت في زحمة الإنجازات وحضرت أمام خسارة عابرة من أجل أن تفرغ ما في دواخلها من حقد على هذا الأزرق وإدارته ؟ في الكرة دائما ما نتعامل بالنظرية ونجهل التطبيق .. نحدد الفوارق نتوقع .. نقزم فريقاً ونضخم آخر، وفي الأخير يبقى الميدان هو المحدد وصاحب القرار ، من يبدع فيه يكسب ومن يتعالى في مساحاته طولا وعرضا يخسر ، فهذا الميدان غالبا ما يعري أفكارنا البالية التي بعضها جهل وبعضها الآخر فلسفة تؤدي بمن يرسخ مفهومها إلى دائرة الإحباط. - الكل يدرك ما تعرض له الهلال ، فكيف إذاً لايتعامل الهلاليون وبالتحديد من هم بمقاييس المحترمين صالح الحمادي وصالح النعيمة مع خسارة فريقهم أمام الاتحاد بمنطق النظرة لابعاطفتها. هؤلاء المحتقنون من حقهم أن يغضبوا من وقع الإخفاق إن كان قاسيا ويستحق ، لكن ما ليس بحقهم أن يجردوا بالصوت المتعالي على الحقيقة هذه المرحلة من نجاحات كبيرة صاغها الأمير عبدالرحمن بن مساعد بالفكر وبالمال إلى أن تأكدت ملامح مستقبل هذا النادي الكبير بشكل قد لايختلف عمّا نراه في تلك الأندية العملاقة في إيطاليا وإسبانيا وبلاد الإنجليز. - على الهلاليين مطلب ، والمطلب هنا قراءة المشهد كاملاً ، أما مسألة أخذ السطر الأخير وترك المقدمة ففي هذه المسألة أكثر من نظر وأكثر من تعجب وأكثر من ألف علامة استفهام. قلت سابقا ولايمنع من تكرار المقولة: الهلال تضرر ، ولأن حجم الضرر كبير فمن الطبيعي أن تؤول المحصلة آسيويا وليس محليا إلى تلك النتيجة ، بعدما ساهمت الظروف القاهرة التي واكبت مشوار الفريق مع كالديرون في قتل الاستقرار الفني تحديدا ، وأي فريق يقتل فيه الاستقرار الفني لن يكسب وإن كسب في مباراة سيخسر بعدها في عشر. حكموا المنطق وأنصفوا عبدالرحمن بن مساعد واتركوا الغضب ، فالهلال ناجح وإن سقط في بطولة أو رسب في مباراة فهذا السقوط المؤقت العابر لايمكن له أن يلغي ثوابت العمل ونتائج المستويات ورقي الفكر الذي أوصل الهلال إلى حيث قمة تسيدها ولازال سيدها ، فهل وصلت رسالتي ياجمهور الهلال ؟ وهل فهمت بشكلها الصحيح لاسيما فيما يتعلق بهؤلاء المحنطين الذين ترقبوا خسارة الفريق من الاتحاد مرتين لكي يفرغوا ما تحمله ضمائرهم من عدائية تجاه تلك الفئة المسئولة التي قدمت لنا هلال الاستثناء في ثوب البطل الذي لاتغرب شمسه عن البطولات؟ - أين صالح النعيمة عن الهلال بطل الدوري والكأس ؟ أقول: أين صالح وصالح ونحن نعلم يقينا أن تلك الخسارة التي اعترت مشوار الهلال لاتقلل من إدارته ولا افكارها ولاحتى سلسلة تلك الصفقات الاحترافية التي ساهمت في نقلة نوعية قلما نجد مثيلها. - باختصار هؤلاء الذين تحدثوا عن الهلال بلغة جامدة لايقبلها منطق ولا يستوعبها عاقل يجب أن ينالوا عقابهم من الجمهور ، أعني جمهور الهلال الذي لا يزال وحتى هذه اللحظة يتنفس روح القمة والبطولات والتميز .. وسلامتكم.