في الغالب وليس في النادر أقلامنا تندفع لممارسة الانتقاد لاسيما انتقاد التحكيم. فمن صافرة خاطئة إلى قرار حكم ظل طريقه الصحيح، أفكار الكلام المكتوب نجدها محصورة ما بين سطور الانفعال وما بين عبارات الشتيمة وإن تجاوزت مع القارئ عن الشتم والشتامين وقلت هي محصورة في قالب العاطفة فالعاطفة الجياشة للأسف الشديد هي من تملي علينا الأفكار البالية فتجعلنا أشبه في كثير من الأحيان بمن يحمل الطار في المدرجات. نكتب ونحلل ونحاول قراءة ما يحدث داخل الميدان لكن الحصيلة التي نخرج بها من هذا التحليل وتلك الكتابة لا يعدو كونه فقط (تعصب × تعصب). نغالي في الفعل ونغالي أكثر في ردة الفعل وما بين الحالتين الحكم السعودي مظلوم ولا يزال مظلوما ليس نتيجة قصور فهمه بلوائح القانون وإنما نتيجة (تعامل) تسوده الشكوك وتطرزه النظرة القاصرة ويكتب دائماً تحت بند (انعدام) الثقة بين الإعلام ومسؤولي الأندية من جهة ومن جهة أخرى انعدام الثقة بين الجميع والحكم السعودي. بالأمس القريب تحولت صفحات الإعلام إلى (ناقمة) على كل من له علاقة بالتحكيم. هجوم.. انفعال ومفردات استخدمت في غير مكانها المناسب والحكم الذي طالته كل هذه اللغة النقدية القاسية لا يزال يطالب بمزيد من الدعم لاسيما الدعم المعنوي الذي من شأنه أن يعيد لصافرته وقراراته بعضاً من الثقة، والثقة تحديداً هي الحل وهي الدواء حتى نستطيع الحصول على أكثر من فهد المرداسي وأكثر من خليل جلال مع ملاحظة أنني قدمت فهد على خليل قاصداً الإشارة إلى ذاك الشاب الذي أبدع وتألق فكان (النجم) الأول هذا الموسم. فهد المرداسي الحكم السعودي المبدع سيكون له شأن كبير في مجال مهنته بل سيصبح هو الامتداد الصحيح لعمالقة التحكيم ولكن شريطة أن يُمنح الفرصة مرة ومرتين وثلاثا أما إذا ما تعاملنا مع تألق المرداسي فهد على هامش حضور الحكم الأجنبي ففي مثل هذا التعامل غلطة قد تنعكس بآثارها السلبية على مستقبل الحكم السعودي ومستقبل تألقه. ادعموا الحكم السعودي وساعدوه وتجاوزوا قليلاً عن أخطاء صافرته واعتبروها عارضة ومتى ما اتفقنا على صيغة الدعم وصيغة المساعدة وصيغة التجاوز فلن أستبق الأحداث وأعلن النتيجة لكنني أجزم بأن الحصول على تحكيم محلي متميز وراق ليس مسؤولية عمر المهنا ولجنته فقط وإنما هي مسؤولية جماعية يشترك في دائرتها الإعلام واللاعبون ومسؤولو الأندية مع الحكم السعودي الذي يجب عليه أولاً وأخيراً الإسراع في تطوير إمكانياته حتى لا يخسر وحتى لا تخسره ميادين كرة القدم. ختاماً ماذا يمكن لنجران أن يفعل اليوم بالهلال؟ هل سيدخل التاريخ ويكسب ويتأهل للنهائي الأول في تاريخه؟ كرة القدم لعبة ترفض المستحيل وتقبل بالمفاجأة ومن المحتمل، لكن الصواب الذي يجمد على الشارب هو أن زعيم نصف الأرض بات على مشارف اللقب الخمسين. وسلامتكم.