خرجت الفئران من الجحور؛ بل ووقفت مشمرة , منتظرة الوقت المناسب , ليس للمشاركة في قتال الأسود ؛ ولكن لالتقاط الفتات الذي تحلم به منذ زمن بعيد ! بل وتتفرج وتضحك وتسخر وترقص فرحا وشماتة ! ليست هذه الصورة من الأفلام الكرتونية التي أنشأتها معجزات العصر التقني الحديث , وليس هذا الخبر تلفيقا إعلاميا لجذب الفضوليين ؛ بل حقيقة كشفتها ساحة القتال الشريفة التي يخوضها رجالنا البواسل على حدودنا الجنوبية الغالية . فقد تسللت الفئران وهذا حالها على الدوام , وإلا فمن سمع أن فأرا قد كان بطلا أو فدائيا أو حتى جريئا ؛ إذا استثنينا طبعا فئران كورنيش جدة الشبعانة ؛ فإن بعض هؤلاء دفعهم الجوع والولاء لبطونهم إلى المشاركة في كل رذيلة ضد بلادنا , بينما ينتمي البعض الآخر لأحزاب الشياطين الذين نذروا أنفسهم للإفساد في أرض الله باسم الشعارات الفارغة التي لا يصدقونها بدورهم , ولكنها الطريقة المناسبة لإشباع نهمهم إلى الدماء والتخريب . في هذه الصور من الخيانات والتحرش والتسلل والتلويح بالشعارات المعادية ما يؤكد أن بلادنا عظيمة , تستفز بعظمتها تلك النفوس المريضة بالحقد والحسد , وتغيظ بصورتها المتناسقة الفوضويين فلا يملكون سوى قذفها بحجارة الطريق ثم الفرار إلى الجحور . يعجز أولئك المساكين عن الخروج إلى النور؛ فيتخذون من الدين والحق والإنسانية والحرية أقنعة ستروا بها وجوههم , وتركوا عورات بلدانهم تخدش الحياء الإنساني . فئران تجيد الاختباء وتشم رائحة الضحايا من بعيد , تشاركها كلاب تعجز عن دخول الساحة وخوض الحرب لمحسوبيات كثيرة , فتكتفي بالنباح من بعيد تعترض على قرارات المملكة العظيمة وتشكك في خياراتها , محاولة بلعابها المتزايد أن تلطخ أمن البلاد وراحته . يتنكرون بأزياء النساء ويتخذون الأطفال دروعا ووسائل للتمويه ولكن شرر الطمع في عيونهم وقذارة النهب والسلب على أيديهم تفضحهم ؛ فيقعون في المصائد بذكاء وحصافة رجالنا المخلصين . ستنتهي أزمة البلاد على خير وسوف يلطم الفاشلون و(يحثون) التراب على رؤوسهم حسرة وقهرا , أما الشامتون فإن في قوة إيماننا بالله صفعة على وجوههم , وسوف يكون في ذلك درس لكل من تسول له نفسه أن يدوس شبرا من أرض يحميها الله ثم رجال أبي متعب .