في حالة تجل نادرة، تنضح بالنرجسية، وتتضخم فيها حالة (الأنا)، يقول استشاري الطب النفسي الدكتور طارق الحبيب: "أنا إنسان يشهد لي تاريخي الطويل بالوطنية وأراهن على ذلك"!. ويقول أيضاً: "أنا من النوادر الذين تكلموا وقت الأزمة حين سكت كثيرون". ويضيف في حديثه لصحيفة الوئام الإلكترونية: "تشهد لي (إم بي سي) وغيرها من القنوات في الوقت الذي دخلت فيه الفئران في جحورها ولم يتكلموا وحينما هدأت الأزمة خرجوا يتكلمون على ما قاله طارق الحبيب". ولا أعرف من هم "الفئران" الذين دخلوا في الجحور.. حتى نطهّر بلادنا منها.. سيما وأن هذه القوارض بدأت في الانتشار من المحيط إلى الخليج.. أمس معمر القذافي يقول "شدوا الجرذان" واليوم طارق الحبيب يقول "دخلت الفئران الجحور"! هل يقصد زملاءه الأكاديميين، أم يقصد قادة الرأي العام في البلد، أم يقصد الدعاة أم يقصد المحللين السياسيين؟. كما أنني لا أعرف عن أي أزمة يتحدث الدكتور طارق الحبيب.. فالأزمات التي مرت بها بلادنا كثيرة.. ماهي الأزمة التي تصدى لها طارق الحبيب وهربت منها الفئران؟! ثم إنني شخصيا لم أسعد بطلته وسماع كلماته المنمقة المتكلفة إلا من خلال قناة إم بي سي.. فهل كان يقصد أن الفئران لم تخرج من شاشة إم بي سي مثله؟ لا أدري؛ فضاء الاحتمالات مفتوح! طبيبٌ يداوي الناس وهو عليل.. هذا أبسط وصف يمكن أن يطلق على إنسان يتأوه على الوطنية ويحذر من تفكيك المجتمع.. ثم يردف قائلا بالتشكيك في وطنية أهل الشمال والجنوب بشكل سافر وفج! السؤال: إلى متى ونحن نستخدم الوطنية كسلاح قاتل، نصوبه تجاه من نشاء وقتما نشاء؟ مثل هذا الطرح مرفوض من الإنسان ذي التعليم البسيط.. كيف حينما يصدر من شخص يقدم نفسه أنه من النوادر على حد وصفه لنفسه! بالمناسبة، طارق الحبيب على الرغم من فداحة الخطأ الذي ارتكبه، لم يعتذر، بل ذهب يبرر الخطأ.. أخشى ما أخشاه أن يخرج قائلا: "من أنتم"؟! (صالح الشيحي - الوطن)