في حياتنا نواجه الكثير من التحديات.. ونتعرف على الكثير من الأفراد.. بعض التحديات تفتك.. بعضها يتم تجاوزه.. ويظل المثل العربي الشهير محل تفعيل مستمر.. [الضربة التي لا تقصم الظهر تقويه].. أليست هذه مقولة فرد واحد زرعها في أمة؟!.. حكمة تغني عن الكثير من المحاضرات.. هي جملة تنوير.. يستطيع الإنسان أن يستقي منها الفوائد الجمة.. تساعد على التغلب والانتصار.. وصقل الشخصية.. وبناء الخبرة المحفزة.. وتظل التحديات تجارب شخصية.. تساعد في حياكة نسيج الخبرة بشيء من القوة. والناس أمامنا.. بخبرات مختلفة.. بفهم مختلف.. بنسيج مختلف.. البعض يأخذ بيد الآخرين للمستقبل.. يختصرون مسافات الزمن.. يعطون دون مقابل.. يبنون للمستقبل الواعد.. يؤثرون بطرق مختلفة.. ويظل الإنسان في حربه لتحقيق الذات معتمدا على الآخرين.. الإنسان مصدر القوة ومصدر الضعف أيضا.. لكن كيف يمكن أن نقتنص نقاط القوة ونتجنب مواقع الضعف؟! وعبر التاريخ.. هناك أفراد مؤثرون حتى وهم في قبورهم ثرى وذكرى.. سيرتهم الذاتية مصدر الهام في تاريخ البشرية.. ولا شك أن لكل إنسان قدوة.. وفقا لقراءته التي تكونت في مسيرة حياته.. الإنسان قدرة فذة وعظيمة.. في عمره الذي لا يتجاوز الستين عاما.. وهو سن التقاعد.. يستطيع أن يلم بالماضي والحاضر.. وان يضيف الكثير للأجيال القادمة. قلة من الناس لهم مكانة مؤثرة.. من هذه الشخصيات التي عززت مسيرة كاتبكم.. الأستاذ القدير عبدالله بن احمد الشباط.. رجل عرفته من خلال أعماله الكتابية.. وانجازاته التي تتحدث عن شخصيته.. لم أقابله في حياتي.. لكن كان له الفضل الكبير في استمراري في الكتابة والعطاء. بدأت أكتب بصورة منتظمة في جريدة اليوم.. وكانت الانطلاقة مع ملحق الإحساء الأسبوعي الذي توقف.. وكنت على وشك التوقف عن الكتابة.. لأسباب كثيرة.. لكن أحد مقالات الأستاذ الشباط في جريدة اليوم.. غيرت الموازين.. أعطت الثقة.. وحفزت على الاستمرار. مقالة أذهلتني بكل المعايير.. الجانب المهم الذي أود الإشارة إليه هو الإشادة التي لم يبخل بها.. والتشجيع الذي ساقه لكاتبكم.. مقالة الأستاذ الشباط كانت تعريف وإشادة بالأسلوب.. عرفتني تلك المقالة بنفسي ككاتب.. المقالة لم تكن للتملق.. فكما أشار سعادته للجميع.. ليس هناك معرفة شخصية.. مد ذراع التشجيع بشكل يوحي ويقول.. منتهى الكرم.. موقف لا يصدر إلا من الكبار أمثاله.. حاجتنا لأمثال الأستاذ الشباط تزداد.. التشجيع والتوجيه والشفافية مطلب.. الرأي السديد يبني ويعزز.. نحن بحاجة إلى قيادات عطاؤها لا يتوقف وفي جميع المجالات.. البعض يبخل ويحجم.. رغم قدرته على العطاء والتأثير الايجابي. توقف الأستاذ الشباط عن الكتابة في الأسابيع الماضية.. لم أجد مقاله الأسبوعي يوم الأربعاء.. هذا يعني توقف عطاء نحن بحاجة إليه.. بحاجة إلى خبراته التراكمية التي تعطي بدون بخل أو منّة. الأستاذ الشباط لا يحتاج من كاتبكم إلى تعريف أو مديح وثناء.. سعادته صاحب انجازات وتأثير ايجابي.. لماذا التوقف؟!.. في رصيد حياته الكثير من المقالات والإنجازات.. حتى إعادة كتابات سعادته السابقة.. جزء من الحياة التي يحتاجها الجيل الجديد.. جزء من العطاء المثمر المستمر.. سعادته شخصيات تبحث عن مؤلفين للحديث عن دوره التاريخي في مسيرة عطاء ومجد الوطن والمواطنين. أتمنى على جريدة اليوم أن تعيد للمواطن وللوطن الأستاذ الشباط.. تعيده للقراء اسما يؤسس لأعمدة البناء التي يحتاجها الجيل.. وفي هذا تكريم ليس فقط للأستاذ الشباط ولكن أيضا لجميع الأجيال. حتى كاتبكم بشهادته العليا.. كان محتاجا إلى تعليق الأستاذ الشباط.. كان محتاجا إلى فكر وكرم الأستاذ الشباط.. كان مقاله نقطة تحول ذات تأثير ايجابي في مسيرة الكتابة والعطاء لكاتبكم. رجال يعطون بدون تحفظ.. انظروا ماذا قال الأستاذ الشباط عن كاتبكم.. [فالدكتور الغامدي لا يكتب نقدا.. ولا تقريظا.. وإنما يستحضر بعض مشاهداته ويضعها أمام القارئ.. ثم يأخذ في تشريحها في تؤدة وأناة].. وفي مقطع آخر يقول: [وهذه موهبة لم يفز بها الكثيرون من حملة الأقلام.. فأنت عندما تقرأ للدكتور الغامدي تبحر مع اشراقة الكاتب وبيانه.. ووضوح توجهاته كما تسير في نفس الاتجاه مع طيبة المواطن العادي البدوي أو الفلاح وصراحته وبساطة أسلوبه في الحديث]. هكذا عرفت نفسي وأسلوبي في الكتابة من الأستاذ عبدالله الشباط.. أتمنى أن يظل صوته في جريدة اليوم متجددا.. حتى وان كان من قديمه الجديد.