تتويج الهلال ببطولة دوري المحترفين أمس لا شك أنه جاء وفق معطيات فنية مثمرة جعلت الهلال وحده في القمة بعيدًا عن الآخرين قبل نهاية الدوري بثلاث جولات وهو ما جعل الشارع الرياضي إذا استثنينا منه المنتمين إلى نادي الهلال ينقسم حول هذه النهاية فاعتبرها البعض أنها نهاية منطقية لفريق كافح منذ البداية وحصد النقاط تلو النقاط حتى كسر طموح الآخرين بتتويجه المبكر واعتبرها آخرون أنها نهاية غير سعيدة لدوري يفترض نسبةً لقوته وعراقة أنديته ألا يحسم إلا مع صافرة آخر مباراة في الدوري وهنا النقطة التي يجب أن نناقشها فجميع الأندية التي كان يفترض أن تنافس الهلال على بطولة الدوري تعرضت لظروف قاسية من إصابات وإيقافات وتغييرات فنية وعناصرية عرقلت مساعيها نحو منافسة الهلال على اللقب أو حتى تعطيل خطواته حتى خط النهاية على الأقل للحفاظ على الإثارة والتشويق في دورينا الأقوى عربيًا هذا العام.. لاحظوا ماذا فعلت الظروف بالأهلي والاتحاد والنصر الذي حضر بمستوياته ونتائجه الكبيرة متأخراً، أما الشباب فهذا الفريق مهما كانت مستوياته ومهما تقدم للأمام فهو سرعان ما يتقهقر للخلف بدليل ما حدث له في الدوري من نتائج غير متوقعة إلا أنها كانت متوقعة لدى مراقبين كثر يعرفون أن الشباب لا يمكن أن يكون منافسًا للهلال على بطولة الدوري ربما لاعتبارات تراعى فيها المكانة والجماهيرية والأمور المعنوية.. العنوان أعلاه ليس انتقاصًا من إنجاز الهلال فهذا النادي الكبير يستحق بطولة دفع مهرها مقدمًا عناصريًا وفنيًا وليس من مسئولياته إيقاظ بقية الأندية لمنافسته على لقب استطاع حسمه مبكرًا وقبل النهاية بثلاث جولات ونبارك بهذه المناسبة للأمير عبدالرحمن بن مساعد ونائبه الأمير نواف بن سعد وجميع الهلاليين السعداء بهذه النهاية الجميلة.. يا خسارة.. فاز الهلال بالدوري لأنه أفقد الجولات الأخيرة طعمها في التنافس على مقعد البطل أما بقية المراكز فستشهد تنافسا قويا لتحديد ملامح الترتيب من الثاني إلى أسفل القائمة أما أعلاها فقد كتبت بماء الذهب للهلال ولا بأس أن نقول: يا خسارة كنا نودها في النهاية !! يا خسارة ترددها جماهير الأندية على فقدان لقب مهم ولكنها بدأت مرحلة معايشة طموح آخر يتمثل في كسب إحدى بطولتي الموسم المتبقيتين (كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال وكأس ولي العهد) وكذلك المنافسة على تحقيق دوري أبطال آسيا للفرق الأربعة المشاركة فيه.. يا خسارة.. نغمة لن نسمعها نهاية هذا الموسم من جماهير الأندية التي ستقتسم بطولات هذا الموسم بل إنها ستتقاسم الفرحة والاحتفاء بالبطولات لكننا سنسمعها بالتأكيد من جماهير الأندية الأخرى !! مجرد المقارنة بين المرحلة الحالية التي يعيشها الأهلي والمرحلة الماضية التي تعرض فيها الفريق الكروي لهزات نتائجية وفنية هي مقارنة تقود لعرض الوقائع على أرض الواقع كون الأهلي بدل جلده بنسبة كبيرة عناصريًا وفنياً فمدربه جديد وثلاثة من أجانبه جدد علاوةً على عنصر أو عنصرين محليين.. وهو العمل الذي يحتاج إلى وقت لإحداث الانسجام المطلوب.. فهل سنرى مشهدًا لأفراح الأهلي هذا العام كما حدث العام الماضي أم سيؤجل الأهلي هذا المشهد؟