ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في نشرتها الصباحية أمس الجمعة 15/01/2010 أن هناك إقبالا متزايدا من المحجبات والمنقبات في المدن البريطانية على تعلم قيادة السيارات، حتى أن عدد المتقدمات منهن يفوق عدد المتقدمين من الذكور. بعض هؤلاء لا يجدن اللغة الإنجليزية، بينما قالت إحداهن إن الذي يعلمها القيادة هو أول رجل تلتقي به في حياتها بعد أن منعها زوجها من التعلم على مدى عشرين عاما، والطريف في الأمر أن أحد الذين يعلمون النساء قيادة السيارات هو إمام المسجد. الحقوق الأساسية للمرأة والرجل واحدة كالحق في المعتقد والتعلم والكسب والتملك والتنقل على اعتبار أنها من الحريات التي يلتزم صاحبها بما يترتب على اختياره في الدنيا وفي الآخرة، ولذا كانت المسؤولية هي الوجه الآخر للحرية. ربما احتاجت المسلمات في بريطانيا إلى السنين الطوال ليصلن إلى المرحلة التي تجد فيها إحداهن أن من حقها وهي ترتدي نقابها أو حجابها أن تقود سيارتها لتذهب إلى جامعتها أو إيصال أطفالها إلى مدارسهم أو علاجهم أو لقضاء حاجاتها الضرورية. كان المانع لهؤلاء النسوة من ممارسة هذا الحق هو الموروث الاجتماعي وليس النص الديني، ومن المفارقات القاسية أن يطغى الموروث ويصدر أحكامه ليحل مكان النص، بل ليكون الآمر الناهي في كثير من شؤون الحياة. كثير من النساء اليوم هن القائمات على أمر أسرهن وهذا يستدعي أخذ رأيهن لأنهن دون غيرهن معنيات بهذه القضية الاجتماعية الأمنية الاقتصادية في كل جوانبها، أما المترفات أو المكفيات مؤونة القيام على الأسرة فقد لا يعنيهن هذا الأمر من قريب أو بعيد. تربية الأولاد والبنات على المسؤولية والالتزام تجعل من الحرية حقا يضيف قوة إلى المجتمع ويكسبه المكانة التي يستحقها من الاحترام لأن أفراده يختارون عن وعي ويتصرفون عن انضباط.