على ذمة عكاظ (27 ديسمبر)، اشتكت مواطنة عمرها 43 عاماً شقيقها البالغ 35 عاماً إثر اعتدائه عليها بالضرب. وأكدت شرطة منطقة الباحة أنه تم القبض على الجاني واعترف باعتدائه عليها بالضرب. ولزيادة الطين بلة قُبض على الجاني وهو في حالة غير طبيعية (يعني حالة سكر أو إدمان). وكنت أحسب أن اعتداء أمثال هؤلاء الجبناء مقصور على الأخوات والقريبات من صغار السن، أي من كانوا في سن العشرين أو ما حولها (طبعاً دون ذلك يُعد طبيعياً في ثقافة البعض المتخلفة). لكن أن يُعتدى على امرأة قاربت سن الكهولة، ومن قبل شقيقها الذي يتوجب عليه شرعاً وعرفاً حمايتها، بل والفزع إلى خدمتها، فذلك أمر يصعب (تمريره) أو تصديقه. هذه حالات تبدو مزمنة، وقد كثر الحديث حولها وأعني بها الاعتداء الأسري الذي يصدر من الطرف الأقوى ضد الطرف الأضعف. لكن يجب أيضاً أن يظل التنديد بها والوقوف ضدها حالة مزمنة أيضاً، فالسكوت عليها يزيدها كثرة وضراوة، ويدخل الساكت عليها في زمرة الشياطين الخرس الذين لا تؤلمهم قضايا الظلم والاضطهاد. لا عاقل إلا ويؤلمه هذا الذي يحدث في أي بقعة كانت فضلاً في ديارنا المسلمة المتمسكة افتراضاً بأهداب العقيدة وفضائل الأخلاق. ويظل الأمل بتقليص هذه الحالات حد الندرة إن شاء الله مرتبطاً بمدى قدرة الجهات القضائية والتنفيذية وبمدى وعي الضحايا بحقوقهم وواجبهم نحو استعادتها ودفع الانتهاكات ضدها. وفي القضاء بوادر إيجابية جداً يقودها الرجل الحكيم والشرعي الرفيق معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد وزملائه الكرام أعضاء المجلس الأعلى للقضاء، وكل القضاة المدركين لخطورة ما يحدث ولفظاعة ما يدور خلف الأبواب والأستار. والادعاء العام يُبلى كذلك بلاء حسناً، فهو ولله الحمد يسعى للمطالبة دائماً بحق الضحايا بعد اطلاعهم على كل خفايا القضايا وأسرارها وأسبابها ونتائجها. بقي على الجهات التنفيذية وعلى رأسها الشرطة وإدارات الحقوق أن لا تأخذها في الحق لومة لائم ولا يؤخرها توسط ظالم. وهي لن تقصر بإذن الله. وحتى يتحقق ذلك كاملاً فإن الخلل لا زال كبيراً ومفزعاً ومروعاً.