البنات نعمة على الأسرة ، وعلى الأب أن يفرح كلما رزق ببنت ، لإن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أوصى بتربية البنات وبشر بالأجر الكبير لمن يعول البنات حتى زواجهن ، ولكن للأسف ظهر في الوقت الحالي ظلم البنات وكأننا في الجاهلية الأولى ، فقد ظهرت مظاهر غير إنسانية لمعاملة الفتيات بقسوة وظلمهن ، ويظهر هذا الظلم لحقوق الفتاة الناضجة ، بعضل الفتاة عن الزواج ، ولما كان أمر الفتاة بيد ولي أمرها من عمل أودراسة أو زواج،لم يؤدي بعض الآباء الأمانة ونسوا أنهم سيحاسبون عن ظلمهم بناتهم يوم القيامة. في هذا المقال سأتناول أحد حقوق الفتيات المهدرة وهو عضل البنات عن الزواج ، أي منع الفتاة البالغة من الزواج ، حيث يرفض الأب عقد زواج ابنته ويرفض كل عريس يتقدم إليها. \"نعمة\" فتاة في الثامنة والعشرين من عمرها ، لديها أختين الكبرى عمرها 30 سنة والصغرى 27 سنة ، يمنعهن والدهن من الزواج بأي شخص ،مع رغبتهن بالزواج خاصة أنهن اقتربن من سن العنوسة ، وتقول \"نعمة\" : إن سبب عضل والدهن لهن ، هو أنه يعامل والدتهن معاملة جائرة شديدة ، ويخاف أن ترزق بناته بزوج مثله يعذبهن . والسؤال الذي ينبغي أن يوجه لهذا الأب هو : لماذا لايحسن معاملة زوجته ، حتى توفق بناته بالأزواج الصالحين الطيبين الذين يخافون الله في بناته ؟ \"منى\" هي وثلاثة من أخواتها يمنعن والدهن من الزواج لإنه يطمع في مالهن ويخاف أن يستولي عليه غريب ، والبنات الأربع وصلن سن العنوسة ، وكل منهن تعمل معلمة وتعطي راتبها كاملا للأب . تقول \"منى\" أتمنى أنا وأخواتي أن نستقيل من أعمالنا فقط ليذهب عنا جشع والدنا ويوافق على زواجنا ، فكم أحلم بأن يكون لي بيت مستقل وأطفال وهذا حلم كل فتاة في العالم . \"بسمة\" تعاني أيضا من عضل والدها لها هي وأختها الأصغر منها ،والسبب أن والدهن يرغب بتزويجهن رجل قبيلي من نفس قبيلتهن . ومن سوء حظهن لم يتقدم لهن أيا عريس من قبيلتهن ، وكل العرسان الذين تقدموا لهن من خارج القبيلة ، وتقول بسمة : للأسف تقدم لنا عرسان أكفاء ،ولكن والدي يرفض العرسان واحدا تلو الآخر ويحرق قلوبنا وأحلامنا ، حتى أصبحنا نتمنى وفاته لننال حقوقنا المسلوبة . هذه ثلاثة قصص تشتكي فيها الفتيات من عضل الأب ، ويحق للفتاة التي يعضلها والدها تقديم شكوى في المحكمة ضد الأب ، ومن ثم يزوجهن القاضي ، لإن عضل البنات شيء مخالف للدين الإسلامي الحنيف الذي وصى بتزويج البنت ما ماتقدم لها الرجل الصالح الذي يُرضى دينه وأمانته.