نكتب .. نتحدث ... ومرات زلة اللسان تجعلنا محاصرين أمام “ الناس” واحد يهتم وآخر يدين ومجموعة لا تملك من جودة الكلام إلا عبارة الترحم على مهنة النقد الصحيح الذي بات في واقع اليوم كلسعة “بايرة” لا سوق لها ولا شاري في الصحافة .. على الفضائيات تحضر الأقلام وتبرز ملامح الوجوه فيما النقد الحقيقي لا زال “غائبا” وإن قلت هو “مغيب” فهذه الحقيقة أملك عليها أكثر من شاهد وأكثر من دليل قضية هنا تناقش بالعاطفة وقضية هناك نمارس معها الحوار بالانتماء أما النقد الذي تحمله كتب الإعلام نهجا ومضمونا فهو على رفوف التجاهل حتى نقد الحياد لم يعد له مكان لا في أوراقنا ولا في برامجنا ولا حتى في عيون الجمهور كون الجمهور اليوم بات ينظر لهذا “الحياد” في النقد وكأنه “جريمة” أو كأنه من تلك الأفعال المشينة التي يمقتها الضمير ويرفضها العقل نعم للانتماء .. نعم للعواطف لكن كل “اللاءات” نرميها بوجه من يسعى جاهدا لتشويه صورة النقد الحضاري الذي يلامس الأخطاء ويسعى في إيجاد حلولها فيشمل ولا يخص بالأمس وللعلم بالشيء رميت أكثر من “لا” تجاه تلك الفئة التي هاجمت رئيس الشباب خالد البلطان ليس من باب “المجاملة “ لهذا الرياضي الناجح الذي قاد فريقه ليكون واحد من الكبار ولكن من باب الدفاع عن حق كاد أن يذهب في ثنايا نقاش يدار بالعواطف لا في ثنايا نقاش يدار بمنطق الحياد ماذا فعله البلطان حتى يمارس بحقه كل هذا الانتقاد ؟ هل تجنى على النصراويين عندما حافظ على مكتسبات فريقه أم أن هناك أمورا لا نعرف بعد حقيقتها ؟ اسأل مثل هذا الأسئلة أما الحقيقة التي تؤكدها كل الأجوبة فهي ماثلة في خالد البلطان الرياضي الذي لم يرتكب غلطة ولم يمارس هفوة لا بحق فريقه ولا بحق الآخرين فلماذا إذا يتحول إلى قضية المؤسف الذي يربك الضمير الحي ليس في أن تكون مؤمنا بأهمية النقد نقد الأشياء ونقد الأشخاص وإنما المؤسف الذي يربك الضمير هو في أن تجعل من مهنة النقد وسيلة تنحاز بها لطرف فيما تجعلها تجاه الطرف الآخر أشبه “بموس” حادة تضعها على حبال الصوت هذا هو المؤسف وتلك هي المأساة وما حدث ويحدث لخالد البلطان لا يختلف عما سبق وأن أحدثوه حينما خسر المنتخب السعودي فرصة التأهل لنهائيات كأس العالم بمعنى هم بارعون جدا في صناعة “الضحية” وحجمها حتى يستمروا في الواجهة ختاما الشباب كبير ورئيسه “ناجح “ وما يمليه ضميري ها أنذا أدونه ولا يهمني من الأمر إلا ملازمة الحياد .. وسلامتكم .