قرر منصور البلوي العودة للاتحاد، وقطع إجازته التي أراد لها أن تكون عاماً كاملاً، ولكنه أمام أوضاع الاتحاد الحالية \"هبّ للنجدة\" وضحى بإجازته هكذا يقول .! لكن السؤال لماذا جاءت العودة في هذا الوقت تحديداً، بمعنى آخر، لماذا لم تكن بعد الخسارة من الهلال بالخمسة، أو قبل نهائي دوري أبطال آسيا، وما هو المقصود منها الآن؟. ثم، لماذا ابتعد منصور، وهل كانت تلك رغبته للراحة، أم إن هناك أسراراً أو ظروفاً نجهلها، هي التي قررت ابتعاده، وقررت عودته، وهو الذي كان أكبر المؤيدين لإدارة \"الدكتور\" ثم تخلى عنها فجأة.! ولأول مرة تسبق زيارة عضو شرفي لناديه دعاية قبل أن يقوم بالزيارة، حيث قرأت في أكثر من صحيفة خبر عودة الشرفي الاتحادي، وإن كنت أرى أنها زيارة، وليست عودة، لأن العودة دائماً ما تكون مرتبطة بمنصب كرئاسة النادي، أو رئاسة مجلس أعضاء الشرف، أو أي منصب إداري داخل النادي، ولذلك تبقى زيارة عادية، إلاّ إذا ما ارتبطت بدعم مالي كبير.! * كل من شاهد فريق الأهلي في مباراتيه الأخيرتين أمام الرائد في بريدة، والحزم في جدة، تأكد له أن الفرق الكبيرة تتأثر بغياب النجوم، وتتأثر بحضورهم، والتأثير في الأولى سلباً، وفي الثانية يكون بالإيجاب.! والظروف التي مر بها الفريق الأهلاوي هذا الموسم، وجعلته يفقد نصف قوته بغياب عدد من أبرز نجومه أمثال وليد عبدربه، ومالك معاذ، وتيسير الجاسم، وأحمد كانو، وعدم استفادته من بعض أجانبه، كل هذه العوامل أثرت عليه، وساهمت في ابتعاده عن المنافسة على لقب الدوري، على رغم كل الطموحات التي سبقت انطلاقة الموسم الكروي، في ظل الدعم الكبير الذي وجده من رجل الأهلي الأول الأمير خالد بن عبدالله. بعد 12 جولة جمع الأهلي 18 نقطة، وله 17 هدفاً، نصفها للمهاجم الأرجنتيني توليدو، وهذا اللاعب يؤكد نجاح الإدارة في التعاقد معه، وهو لاعب مهم، ولا يجب التفريط فيه.! ولعل كل من تابع اللقاءين الأخيرين للأهلي يلمس أن هناك تغيراً طرأ على الفريق، منه ما هو فني، وهذا عمل المدرب المؤقت، الفرنسي آلن قويدو، ومنه ما يتعلق بعودة الثنائي وليد ومالك للمشاركة كلاعبين أساسيين. أعاد وليد للدفاع الأهلاوي هيبته، وصنع مالك الفرق في الفريق بأدائه المبهر، حتى وهو يلعب في مركز \"عشرة\" كصانع ألعاب، وتأثيره النفسي على زملائه بزرع الحماس فيهم وتشجيعهم، ليكون \"القائد الخفي\". ولذلك يبدو حال الأهلي مطمئناً، وهذا مهم جداً، خصوصاً أن تعافي الفريق يأتي قبل انطلاق منافسات دوري أبطال آسيا، وأولى مبارياته في مجموعته أمام الاستقلال الإيراني في 23 فبراير المقبل، وسيصل إلى قمته متى تمكنت الإدارة من إحضار لاعبين أجانب مؤثرين. ومع عودة تيسير الجاسم، والمحترف العماني أحمد كانو، الذي لم يقنع جمهور الأهلي حتى الآن، ولم يقدم نفسه بالصورة التي تعرفها عنه الجماهير السعودية، فإن الفريق ربما يصل إلى أبعد من مركزه الحالي في سلم الترتيب في دوري زين. * مهما بلغت شهرة مهاجم الشباب ناصر الشمراني، ومهما وصل عدد أهدافه، وتأثيره على فريقه، إلاّ أن كل هذه النجاحات التي يحققها اللاعب تتبخر، وتصبح وكأنها لم تكن، في ظل استمرار هذه السلوكيات والطيش من اللاعب. * ليست المرة الأولى التي يخطئ فيها اللاعب، وليست المرة الأولى التي يتجاوز فيها دوره كلاعب، مطلوب منه تنفيذ توجيهات مدربه، واحترام تعليماته وقراراته الفنية، حتى لو أدى الأمر إلى قراره بعدم مشاركته في مباراة الفريق الأخيرة أمام الوحدة. * أمام هذه التجاوزات المتكررة من اللاعب، يبقى الدور الإداري التربوي مفقوداً في إدارة الشباب، كونها لا تعير مثل هذه الجوانب التربوية أهمية، كاهتمامها بحصد النقاط في المباريات، واحتجاجها المستمر على التحكيم، ومهاجمة الأندية الكبيرة.