منذ أن صدرت الأوامر الرسمية بمنع التدخين في المطارات والدوائر الحكومية قبل سنوات والذين يخترقون النظام يواصلون مسيرتهم في إيذاء الناس، وتعكير الأجواء، ومخالفة الأنظمة الصريحة الصادرة في منع التدخين بناء على أمر ملكي صدر في هذا الشأن وليس ذلك غريباً، فما تزال هنالك طائفة من الناس تميل إلى المخالفة، ولا تقدر الأنظمة، ولا يعجبها الالتزام بالتعليمات، وتنفيذ القرارات، وإنما الغريب ألا تجد هذه الظاهرة من المعنيين بالأمر اهتماماً كبيراً ولا صغيراً، فلا يلتفتون إلى المخالفين، ولا يحرصون على تطبيق النظام في مسألة واضحة يتحقق فيها الأذى للناس كالتدخين. اللوحات التي تحمل عبارات ممنوع التدخين كثيرة في المطارات، بارزة أمام الناس جميعاً، وهذه خطوة عملية ممتازة، ولكنها لا تكفي لردع المصرِّين على التدخين الذين لا يحترمون النظام، ولا يراعون مصلحة الناس، وسلامة الأجواء، بل إن من المناظر المألوفة في صالات مطاراتنا أن تجد شخصاً أو شخصين أو أكثر يقفون أمام لوحة منع التدخين، يبخِّرونها بدخان سجائرهم المتصاعد متحدِّين عبارتها الصريحة، ومنهم من لا يسمع نصيحة ولا يقبل توجيها، فإذا طلبت من المسؤول في الصالة أن يقوم بدوره يعتذر بأنه ليس معنياً بهذا الأمر، ولا يمكن أن يكون له دور فيه. إنَّ معاناة كثير من الناس من هذه المشكلة كبيرة، ولقد وصلتني رسالة من الأخ عبدالله الشثري يصف فيها حالة من هذه الحالات كانت سبباً في إيذائه وإيذاء عدد من الناس، ولقد أثارت رسالته كوامن في نفسي حول هذا الأمر. يقول في رسالته: السلام عليكم.. أنا في مطار الملك خالد بالرياض، أبحث عن مكان خالٍ من التدخين للانتظار، وللأسف أنني وجدت بعض العاملين في المطار قبل المسافرين يدخنون بدون حرج، ولا نظر إلى لوحة منع التدخين المعلقة على الجدران المحيطة بهم، وبدون حرج من نظرات المسافرين المعبِّرة عن الاستياء من هذه المخالفة الصارخة، علماً بأن الأمر الملكي الصادر في هذا الشأن صريح وواضح وواجب التنفيذ، أرجو التكرم بالكتابة عن هذه الظاهرة السيئة جداً جداً، المنتشرة في جميع مطارات البلاد، وأنا أعاني منها كثيراً بسبب حاجتي المستمرة إلى السفر، فأنا ومن على شاكلتي كثير من الناس أتأذى من التدخين، ويسبب لي دخان السجائر حالة من الضيق لا تكاد تحتمل. هذه الرسالة واحدة من عشرات الرسائل المعبِّرة عن الاستياء من عدم تطبيق الأوامر الصريحة في منع التدخين في الأماكن العامة والصالات، والدوائر الحكومية، ومن المؤكد أن هنالك من يعاني مثل هذه المعاناة ولكنه لا يملك وسيلة للتعبير عن معاناته. وأنا هنا أضم صوتي إلى صوت صاحب الرسالة الأخ عبدالله، وأطلب من المسؤولين في المطارات والدوائر الحكومية تطبيق النظام بوضوح دون مجاملة لأحد، خاصة وأن الأمر يتعلق بسلامة الأجواء، وصحة البشر، وسلامة الذوق الذي ينفر من بشاعة روائح السجائر المؤذية. لقد نجحت الخطوط السعودية في المنع القطعي للتدخين في الطائرات، ولنا أمل أن تنجح في منعه القطعي في مكاتب المطار وصالاته. إشارة أنا مثلكم أرنو إلى الشمس التي=