الكثير من الأهلاويين كانوا يترقبون مباراة فريقهم أمام الرائد ليروا إن كان هناك جديد في وضع الفريق أم سيقوده مصيره إلى المزيد من التفريط، إلا أن الأهلي كسب الجولة وأثبت في شوط واحد هو الأول أن بإمكان لاعبيه أن يكونوا رقمًا صعبًا في معادلة العطاء متى ما أرادوا ومتى ما أدركوا أن عليهم واجبًا ثقيلاً نحو جماهيرهم وقبل ذلك واجبًا احترافيا تمليه عليهم حاجة فريقهم وحاجتهم هم لأن يقدموا الصورة التي تليق بالأهلي ليس أمام الرائد فقط مع كامل الاحترام لفريق الرائد بل أمام جميع الفرق الكبيرة منها والصغيرة. أعتقد أن لاعبي الأهلي بحاجة ماسة لإعادة الثقة في قدراتهم بعد أن فقدوا بعضًا من هذه الثقة بسبب الضغط الجماهيري والانتقادات الموجهة للاعبين على خلفية عطاءات الفريق السابقة ونتائجه التي لم تتفق وطموح جماهير الأهلي.. وقد ألقى هذا الضغط بظلاله على مستويات اللاعبين ففقدوا مزيدًا من النقاط في مسيرة الدوري كانت السبب في إحداث هزة فنية ومعنوية تحتاج إلى علاج من اللاعبين أنفسهم وهم لاعبون محترفون، حيث إن عليهم مراجعة أنفسهم والعودة إلى سلسلة عطاءاتهم ومستوياتهم وما قدموه لناديهم وتقصيرهم في أداء واجباتهم كلاعبين محترفين يجب ألا يتأثروا بأي ظرف آخر خارج نطاق المستطيل الأخضر ولتكون أولى الخطوات نقد الذات. لنتفقد خارطة الأهلي فهي تحمل عددًا كبيرًا من اللاعبين الذين سبق لهم وأن مثلوا المنتخب بل وأن بعضهم مثل المنتخبات الثلاثة، فهنا عندما نتهمهم بالقصور الفني فذلك يمثل إجحافًا في حقهم، أما القصور في أداء الواجبات داخل الملعب فهذا أمر واقع اعترف به اللاعبون أنفسهم في تصريحاتهم، فلنعتبر تلك التصريحات الواقعية بداية الحل وبداية العودة إلى نقطة التوازن بدلاً من الهجوم المتواصل على اللاعبين الذي لن يفيد شيئًًا سوى في الإضرار بالنادي ثم فقدان عناصر كان يمكن الاستفادة منها مع الجزم في هذا الجانب أن الإحلال العناصري بشكل كامل لن يجدي نفعًا مهما كانت هذه العناصر تحمل من طاقات فنية بحكم الخبرة والحاجة إلى التمرس الفني بعيدًا عن الضغوط، فالفريق الأول عادةً يكون تحت الضوء ومقصلة النقد وهو ما لا يتحمله النشء في مرحلة يحتاجون فيها لبناء الثقة والتشجيع وتعزيز الروح المعنوية. الإحلال التدريجي في حالة الأهلي هو الحل الأمثل للاستفادة من العناصر التي تمثل الفريق حاليًا وتلك التي تطمح في أن يكون لها مكان في خارطة الفريق بحكم إمكانياتها ومواهبها، ولعل ما يتمتع به الأهلي من كفاءة في تقديم المواهب يعزز الجوانب التفاؤلية بمستقبل الأهلي بل وأن مجموعة العناصر التي ترتدي قمصان سفير الوطن في الوقت الحاضر ستدرك أن مستقبل بقائها ليس مضمونًا في ظل طموح مواهب قادمة تأمل أن تحتل مواقعها في تمثيل الكيان الأهلاوي أفضل تمثيل. الأهلي كسب نقاط مباراة الرائد والأهم أن يستفيد معنويًا من هذه الخطوة بمضاعفة العطاء لكسب نقاط مبارياته المقبلة وحصد بطولات ترضي الجماهير، وليس شرطًا أن تكون هذه البطولات بطولة الدوري التي يصر بعض الزملاء على أن الأهلي حققها مرتين والحقيقة أنها ثلاث مرات بالأدلة والوقائع التاريخية، وأسالوا رعاية الشباب.