الثقة.. الروح.. الحماس.. وإن أكملت هذا المثلث فالبنية الجسمانية هي الأساس المكمل لصناعة اللاعب الناجح والفريق المبدع والمنتخب (البطل). ففي لعبة كرة القدم إذا لم تملك الثقة لن تكسب وإذا لم تحمل شعلة الحماس لن تنتصر وفي ذات اللعبة التي أشغلت سكان الأرض بحبها إذا لم تصبح أسيراً لرغبة التحدي فأي هدف تطمح إليه في عالم هذه المجنونة سيتحول إلى سراب ولن تجد بعد السراب إلا معضلة خسارة تحرجك حتى مع أحبابك. هل رأيتم ماذا فعلت مصر وكيف لعبت ولماذا فازت؟ إنها الثقة.. إنها رغبة التحدي بل إنها مقومات للذات التي تتجلى في حضرة (الوطن) وما أجمل أن يصبح لاعب كرة القدم عندما يدافع عن شعار وطنه (مناضلاً) داخل الميدان يلعب بحماس.. يرفض الانكسار ولا يرسم بين حاجبيه أكثر من (الفوز). أذكر أنني كتبت قبل سنتين تقريباً وعن المنتخب المصري مقالاً قلت فيه تعلموا من حماس المصريين وتلقنوا من إصرارهم عندما فازوا بكأس الأمم الإفريقية واليوم تبدو أمامي الصورة موازية ومشابهة فالمنتخب الذي كاد أن يخسر حلم التأهل لنهائيات كأس العالم جدد فرصته ليس لأنه فقط الأفضل بل لأنه الأكثر (روحاً) والأكثر (وطنية) والأكثر إصراراً على التحدي. هذه هي حقيقة ما رأيته في قاهرة المعز وما رأيته هناك جعلني أكثر اعتقاداً بأن المهارة والنجومية وخطط المدربين ومكافآت الفوز ليست إلا عوامل دائماً ما تبقى على هوامش مثل تلك العوامل التي أحلم وسأظل أحلم إلى أن أجدها من ثوابت لاعب المنتخب السعودي وعندما تصبح تلك الثوابت هي المبدأ والشعار والهدف عندها سأجزم بأن الأخضر سيتجاوز كل الصعاب وسيصل منافساً وليس مشاركاً. علينا متابعة مثل هذه الأمور والتي نتعامل معها على أنها مكملة فيما هي في الحقيقة أولويات وضروريات.. في النادي.. في المنتخب.. في الإعلام.. المدرجات يجب أن نسخر كل إمكانياتنا لبناء (أجيال) كروية تؤمن بأن تمثيل المنتخب الوطني رسالة وطنية قبل أن يصبح هذا التمثيل رسالة كرة قدم، ومتى ما نجحنا في ذلك فالوضع الذي نراه معقداً سيتحول إلى آخر فيه من الجمال ما يكفي لأن نجدد في عروق التاريخ ذكريات عام 1984م وذكريات عام 1994م تلك الذكريات التي يجب أن تضاعف من حجم مسؤولياتنا وتطلعاتنا وأهدافنا المستقبلية. فهل نهتم ونلتفت ونستوعب ماذا تعني مثل تلك المعوقات التي انتصر بفضلها المصريون أم أن التجاهل سيبقى هو العنوان؟ لا أعلم الجواب لكنني أعلم أن اللاعب السعودي في النادي قبل المنتخب يحتاج لمثل هذه الأساسيات حتى يستطيع أن يظهر ويتجلى وينتصر!! جميل فوز الأهلي على الاتحاد ورائع بل هو أكثر من الرائع أن يخرج الفريق متصدراً مجموعته. الأهلي قادر على المقارعة ولكن عندما يلعب تحت شعار الكيان أولاً. وأخيراً قناعتي في إبراهيم هزازي لن تتغير إلا عندما تتغير عقليته. أين العقاب ولماذا غاب وهل هذا اللاعب فوق مستوى الأهلي حتى يستمر على ذات المنوال. يا إدارة الأمير فهد بن خالد إذا لم تكن الصرامة حاضرة تشمل ولا تخص فالمعاناة ستستمر على حالها دونما تغيير وسلامتكم.