في الوقت الذي كان يتوقع كثير من أولياء أمور الطلبة والطالبات ، وبدرجة أكبر في المرحلة الإبتدائية ورياض الأطفال ، تأجيل الدراسة لحين وصول اللقاء والتأكد من سلامته خاصة وأننا على أبواب فصل الشتاء الذي يكثر فيه إنتشار الإنفلونزا وينشط فيه فيروسها وتتكاثر العدوى ، إلا أن وزارة التربية والتعليم أصرت على بدء الدراسة في الموعد المحدد ، حرصا منها على إستثمار وقت الطلبة بما يفيدهم ، مكتفين بما تم إتخاذه من إحتياطات لمواجهة خطر إنتشار إنفلونزا الخنازير بين الطلبة والطالبات . ومنذ أن بدأت الدراسة وأحتى الآن ، سمعنا عن بعض حالات الإصابة في أوساط الطلبة والطالبات ، فيوم نسمع بحالة وفاة ، وآخر نسمع بإصابة جديدة تُدخل فلذات أكبادنا في غياهب هذا المرض , وأزدادت الحالات لحد اجبر بعض المارس على إغلاق بعض الفصول ، بل أن إدارات التربية والتعليم في بعض المناطق أضطرت لإغلاق بعض المدارس بالكامل ، واليوم عاد مجلس الشورى لدراسة تأجيل الدراسة من جديد إلى ما بعد الحج ، فأرجو أن يخرج المجلس الموقر بالقرار المناسب الذي في خير البلاد والعباد . وإنني أتساءل : ماضر لو تم تأجيل الدراسة لما بعد الحج ؟ اليس أفضل من الدخول في تجربة قد تجرنا إلى مالا يحمد عقباه ؟ لذلك فإنني أدعو إلى إيقاف الدراسة إلى ما بعد شهر الحج ، ويكفي ما حدث من إصابات ووفيات حتى الآن ، وهذا الأمر ليس صعباً على الإطلاق ، وأقول إلى ما بعد الحج لدرء المفاسد والأخطار التي قد تنتج من كثرة الناس في موسم الحج ، فكم من أناس يذهبون إلى أعمالهم ويخالطون غيرهم وقد يتعرضون للإصابة وخاصة في مكةالمكرمة والمدينة والمنورة أسأل الله أن يعمرهما بالعباد ويبعد عنهما الشر والفساد ، وكم من الأسر سيحجون ويعودون وربما حملوا شئاً من هذا المرض ونقلوه إلى مدنهم وأسرهم. قد يرى البعض في إيقاف الدراسة كل هذه المدة سلبيات تؤثر على خطة التعليم ، ولكن إيجابياته فيما أرى أكبر ، وأهمها حماية فلذات أكبادنا من التعرض للإصابة به أو الوفاة بسببه ، فشهرين أو شهر ونصف توقف ولا حالة وفاة واحدة جديدة ، ويمكن تجاوز هذا التأخير بتقليص الإجازات المتبقية ، ولا مانع من تقليص المناهج بلا ضرر ولا ضرار ، ففي الضرورات تباح المحظورات والله من وراء القصد