* سلوك قمة في الرقي والتحضّر، عندما لم يغادر الجمهور الياباني استاد الأمير عبدالله الفيصل إلاَّ بعد أن قاموا بتنظيف أماكنهم في المدرجات. * هذا السلوك (العادة) للجمهور الياباني يُستغرب أن يغيب عنّا، ونحن أبناء مهبط الوحي، الذين عليهم مسؤولية مضاعفة في حمل رسالة المثل، والقدوة الحسنة. * أقول ذلك والصورة في مدرجات ملاعبنا قد بلغت درجة موغلة في السلبية، والتصرفات البعيدة عن الروح الرياضية التي تتواضع عند الكسب، وتبتسم وتبارك عند الخسارة. * حتى أن ذات الملعب الذي شهد هذا التصرف الراقي كان قبل أسبوع فقط قد شهد معركة جماهيرية مؤسف أن نشاهدها في ملاعبنا. * فإلى متى والجماهير تنظر إلى بعضها من زاوية الخصم، وليس المنافس؟ وإلى متى والجماهير تركب موجة كل تصرف سلبي كما هو الليزر، ودخول أرض المعلب، والأهازيج المخالفة. * بينما تبقى صفحة التصرفات الحضارية والراقية كما هو تصرف الجمهور الياباني محجوبة عن ملاعبنا، وبمزاج جماهير أنديتنا. * لقد أصبحت عقوبة نقل المباريات أمرًا معتادًا، ولكن هل كان ذلك حلاً للمشكلة؟ الواقع يقول إنها فاقمت المشكلة أكبر، والدليل أن صورة (الانفلات) الجماهيري تتكرر وبصورة أوضح في هذا الموسم. * إن حل تلك الإشكالية ينبع أولاً من ضرورة شعور جميع الجماهير أننا أولى بالمبادرة إلى كل تصرف إيجابي، لا أن ننتظر مثل الجمهور الياباني ليعلّمنا التصرف الصح. * أيضًا وعلى غرار جائزة أفضل فريق، وأفضل لاعب يفترض أن يكون هنالك جائزة لأفضل جمهور، ويكون ريع الجائزة دعمًا لخزينة النادي، إلى غير ذلك من الوسائل الداعمة لرقي الجماهير. * إننا في حاجة شديدة لنتكاتف جميعًا في نظافة مدرجاتنا ماديًّا ومعنويًّا فالجمهور الياباني ليس بأحسن منا سوى أنهم سبقونا بالمبادرة، ونحن لم نفكر بعد.