* إن تأثير النجم الرياضي على الوسط الاجتماعي سيما بين فئة الناشئة والشباب المولعين بالتقليد والسير كما تشير بوصلة (الموضة) من الأمور التي لم تعد تخفى على أحد. * ولذلك فإنه لا غرابة في أن تجد الطفل الصغير يتقمّص حركات النجم كما يراه، بل وتعجب من سرده لأسماء وسير اللاعبين محليًّا ودوليًّا، وبأدق التفاصيل، وما ذلك إلاَّ من بالغ التأثر الذي أحدثته الرياضة. * ولن أبحر في سبر أغوار تلك المظاهر السلبية (الوافدة) والتي يغرق فيها كثير من الشباب في تقليد النجوم العالميين في قصات الشعر وخلافه؛ لأن ما أرمي إليه في ثنايا الأسطر القادمة تذكير نجوم ملاعبنا في كونهم يقفون على ثغر هام، ونافذة مشرعة الأبواب نحو أبناء المجتمع. * وعليه فإن المسؤولية على لاعبي أنديتنا بالعموم ومن يصنف منهم من فئة النجوم بوجه خاص مسؤولية كبيرة لما لهم من تأثير على الناشئة والشباب، وهم بذلك يخرجون من نمطية أن المسألة (كورة) إلى أبعاد أخرى، فهم في ذات الوقت يؤدون رسالة. * فمتى ما كان ذلك الهدف في مخيلة كل لاعب فإنه يشعر بقيمة تواجده على البساط الأخضر؛ لأنه سيحرص على إيصال الرسالة التي ينشدها المجتمع لأبنائه من أقصر الطرق. * فلكم أن تتأملوا كم هو ذلك الأثر الكبير الذي سيتركه ذلك اللاعب على مَن يشاهده من الذين يرونه نجمهم المفضل، وهو يقدم نفسه بصورة القدوة الحسنة من خلال التزامه الديني، وتعامله الراقي مع مَن يحيطون به من تلك الجماهير الغفيرة التي لا تراه إلاَّ محسنًَا. * هذه الرسالة التي يحملها ذلك اللاعب ستصل بأبلغ الأثر في ضوء أن مسؤولية التربية أصبحت من أخطر وأصعب المهام التي تواجه المجتمعات، بينما سلوك إيجابي من لاعب قد يغيّر حياة شاب في لحظة. * إن ملاعبنا تعج باللاعبين (القدوة) ذلك كما نحسبهم، ولا نزكي على الله أحدًا، وهم يحملون مسؤولية سامية الأهداف، وذلك ما أثق أنه يهدف إليه على سبيل المثال لا الحصر النجم السابق، والمشرف الحالي على القطاعات السنية في نادي الاتحاد خميس الزهراني، الذي أسأل الله له مزيد العون والتوفيق. فالمهمة ليست باليسيرة، ولكنه جدير، فالصعاب لها رجالها، وهو بإذن الله رجل هذه المرحلة، والمؤمل منه كبير. * كما أن وجود نجم خلوق كنواف التمياط في ذات الموقع كمشرف على القطاعات السنية خطوة مرجوة من إدارة الهلال، فنواف يمتلك كل الأدوات التي تؤهله ليواصل رسائله الإيجابية التي كان يبعثها من على المستطيل الأخضر في موقع آخر لا يقل أهمية عندما يكون مشرفًا على القطاعات السنية في نادي الهلال. * أيضًا جميع اللاعبين متى ما استشعروا عظم تلك الرسالة في كونهم يحملون هم (القدوة) الصالحة للآخرين، فإنهم بدون شك سوف يؤدون خدمة عظيمة الأثر نحو المجتمع، مع التنبيه إلى خطورة أن أي تصرف سلبي يصدر من أحدهم -لا قدَّر الله- فإنه بالتالي سيعود بنتائج عكسية، لأن المسألة في ظل ما تحظى به ميادين الرياضة من جماهيرية لم تعد مجرد كورة، بل هي رسالة بالغة التأثير، وجدير بلاعبينا أن يحملوا هَمّ إيصال تلك الرسالة السامية، والتي يؤدون من خلالها بعض ما يؤمله الوطن من أبنائه.. _________________________ كاتب بصحيفة \"المدينة\" السعودية.