المحب للأهلي لم يعد يربطه بفريقه سوى تلك العلاقة التي هي معنية بالتاريخ، أما اليوم فالشق أكبر من الرقعة لا روح.. لا حماس، والأدهى والأمر أن أي هزيمة تطال مسيرته قبل أن يكون طرفها الخصم هي مرتبطة بانهزامية لاعب أهلاوي يمثل شعار الأهلي هكذا لمجرد تأدية مهمة تستهدف الحصول على (المرتب) لا أكثر. في الدوري الذي نتعايش مع أحداثه أصبحت فرصة هذا الراقي في المنافسة على قمته صعبة، وإن قلت هي في ظل حراسة مهزوزة ودفاع (شلش) ومحترف (مقلب) مستحيلة، ففي تصور العاقل الذي يزن الأمور بمنطق التحليل لا بعاطفته ستصبح مثل هذه المقولة صائبة. أمام الشباب خسر الأهلي بغلطة (حارس) لا يجيد التمركز وبنفس الغلطة تكررت الهزيمة من الهلال، أما في الثالثة وأعني ما حدث أمام القادسية فالفوز الذي تحقق هو بالقراءات الفنية هدية قدمها القدساويون لنجوم ألفارو فيما نجوم الفارو باتوا وللأسف الشديد يصدرون (الضغط) لجماهيرهم أكثر من تصديرهم حماساً منقطع النظير وروحاً تجلب حق المنافسة المشروع. هل منصور النجعي مصدر أمان لحراسة الأهلي وهل خيار معتز الموسى والاعتماد عليه في فلسفة الفارو مع أحمد كانوا خيار قدم المفيد أم أن ذلك نتاج فرضته الظروف؟ أسأل وأسال وبرغم أن المتابع الفطن يدرك أجوبة السؤال إلا أنني لا زلت محل الانتظار، لعل في هذا الانتظار ما يجعل إدارة النادي مع جهاز الكرة تتخذ الحلول السريعة حتى يعود الأهلي، ومن أجل أن يتعلم من يمثله أن هناك (تاريخاً) يجب أن يصان، كما هناك جمهور لم يعد بمقدوره قبول مثل تلك الروح الانهزامية التي غابت عن الاتحاد وتلاشت عن الهلال، فيما هي بالنسبة للراقي لا زالت بمثابة العنوان البارز الذي يستهل به الموسم ويطوي به أوراق الآخر. في مفهوم المنافسة من يطمح في دائرتها عليه أن يدفع ويعمل ويثابر، فالبطولة لا سيما بطولة الدوري مهرها غال ومن يبحث عن هذه البطولة مطالب بتقديم هذا (المهر) من عمله وجهده، أما أن يستمر الحال على ما هو عليه في الأهلي فالبداية الباهتة ستؤول إلى نهاية الألم فيها سيضاعف من حزن جمهور بات اليوم في معزل عن تاريخ ناديه كما بات أيضاً بمعزل عن دائرة تلك المنافسة التي لا تقبل إلا بالكبار. كم كنت أتمنى من جيل الأهلي وإدارته وجهازه المشرف أن يستفيد من الدعم السخي الذي قدمه الأمير خالد بن عبدالله وكذلك من الحرية الكاملة التي منحت لهم سواء فيما يتعلق بجلب المحترفين والمدرب أو فيما يختص بآليات العمل المناطة بهم. فالذي منح لهؤلاء كبير لكن الناتج لا يوازي هذا الدعم إما بسبب الإخفاق في جلب الأجانب وإما لأسباب أخرى هي غائبة عن جمهور الأهلي ولا بد من معرفتها حتى تعرف هذه الجماهير لماذا وكيف أصبح فريقها العملاق صاحب التاريخ الجميل فريقا مختلفا لا يمثل ماضيه ولا يواكب طموحات محبيه.. وسلامتكم.