* تأهيل الشباب والبطالة قضية.. حلّها عيد عظيم.. وحول الموضوع، مازلنا نواصل تحليل رسالة (عثمان) التي تبدي رأيا في المشكلة.. وفي جزء منها، اتهام الشباب بالتسكع.. وتلقي باللوم على كاهله.. * فكر يردده بعض الكبار حتى في المسؤولية.. فكر يحمل مغالطات، ولا يعتمد على أسس علمية.. فكر اقرب إلى الدجل، يعتمد في استنتاجاته على معايير الخوف التاريخي، المزروع في النفوس.. خوف ناتج عن ماض صعب، ومعاناة فقر قاهر.. وهذه من أهم سمات الماضي.. البعض مازال يعيش ذلك الماضي بحذافيره.. وهاجس العودة إليه، أصبح يقينا عندهم.. * يسعون لتحضير الشباب لحياة الماضي.. وإلا كيف يجرؤ رجل وصل إلى مركز نائب الرئيس في اكبر الشركات العالمية، أن يعتبر وبحماس، أن غسيل السيارات عمل شريف للشباب الجامعي؟!.. هناك معايير للجودة، والتخطيط للحياة الكريمة.. * بدلا من الدعوة لإعداد الشباب للمستقبل، يدعون لإعداد الشباب للماضي.. هل هذا «فكر صاحي»؟!.. لماذا لا يحققون للشباب، وللوطن، ما تحقق لهم عبر مسيرة حياتهم المهنية؟!.. إذا كان فكر هذا النائب يسود ويتعاظم، فهل نقول على شبابنا ومستقبل الوطن السلام؟!.. * لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، لكن (عثمان) طرح تساؤلا، لا يختلف عن تساؤل مصير القدس.. يقول: [هل لديك يا أخي محمد عمل لهم حتى لا يضطروا إلى عمل غسيل السيارات؟].. سؤال فضيحة.. سؤال عاجز.. منتهى الضياع.. سؤال يقتات على طحالب البحر الأحمر.. حيث موت (فاطمة)، بفعل تدافع مياه مجاري المدينة.. السؤال يحمل الجواب.. هل هذا أقصى ما توصلت إليه يا سعادة نائب الرئيس؟!.. * كاتبكم يملك جوابا مفعما بالحيوية، و(النرفزة)، والهدوء، وعلامات التعجب.. لماذا توجه السؤال للكاتب؟!.. لماذا لم توجه السؤال إلى أكثر من خمسة ملايين ضيف في البلد؟!.. لماذا لم تسأل الوزارات المعنية، التي تعرف أن اقتصاد البلد أقوى اقتصاد في المنطقة؟!.. * وكنت نائبا لرئيس اكبر الشركات الوطنية، ومن اكبر الشركات العالمية، ثم تطرح وبكل بساطة هذا السؤال،.. هل يفسر السؤال الكثير مما يجري من تجاهل لتأهيل الشباب؟!.. ليس فقط في هذه الشركة الأكبر.. لكن العدوى امتدت إلى كل القطاعات.. هل لأن بها أمثالكم، يطرحون هذا السؤال على أمثالي؟!.. * الشباب يا (عثمان) ليسوا في حاجة إلى صدقة منك وأمثالك.. أو من الكاتب.. أو من أي فرد، مهما بلغ شأنه ومركزه .. الشباب ليسوا في حاجة إلى عطف وصدقات.. أو في حاجة إلى حسنة من احد.. * إذا كان للوطن على الشباب الكثير من الواجبات والحقوق، فان للشباب أيضا الكثير من الواجبات والحقوق على الوطن.. جوابي لك يا (عثمان): للبيت رب يحميه.. * شيء مؤسف أن يطرح هذا المنهج علانية.. هل يعبر عن نفس ترى الحقوق والواجبات هبات وصدقات؟!.. هذا فكر يجب اجتثاثه.. الشباب ينتمون لهذه الأرض * لماذا تحاسبون الشباب بطريقة فجة.. بطريقة غير هادفة، وغير بناءة؟!.. لكنها تقود إلى مهالك ليس لها حدود.. ببساطة نسألك، كم بلغت حقوقك التقاعدية يا (عثمان)؟!.. وكم يبلغ راتبك التقاعدي، وأنت تتحدث عن المستقبل؟!.. هل تستكثره على نفسك؟!.. هناك أسئلة كثيرة يمكن طرحها.. أسئلة تثار بهدف المقارنة وليس الحسد.. * ومع مفهومكم للمشكلة، انتم جيل تأخذون ولا تعطون.. وأيضا تبخلون على شباب اليوم بما جاد الله به عليكم من تأهيل ونعمة.. * هل يستطيع الشاب شراء أرض لبناء مسكن، معتمدا على الرواتب المتدنية، التي تقرونها وتدعون إليها، بحجة خوفكم من المستقبل؟!.. هل يستطيع استئجار سكن مناسب؟!.. هل يستطيع فتح بيت سعيد لعائلة جديدة؟!.. هل يستطيع أن يعيش حياة كريمة منتجة؟!.. * نتحدث عن مشكلة، يجب أن تحل على أعلى المستويات.. المشكلة ليست جدلا بيني وبينكم.. مشاكل الشباب مع التأهيل والبطالة والرواتب، تحتاج في حلها إلى رؤية واضحة، تحفظ الحقوق، وتعزز جانب الحياة الكريمة، والأمل في المستقبل.. يجب أن يكون لهذه الرؤية استراتيجيات واضحة، وبخطط، وبرامج لها معايير.. ويستمر المقال.