أمّا قبل: فحمدًا لله تعالى على سلامة صاحب السّموّ الملكي الأمير محمّد بن نايف من المحاولة الفاشلة الّتي قام بها شِلْوٌ من أشلاء تنظيم القاعدة البائس بعد أن تمّت تصفيته كتنظيم على يد قوى الأمن السعودي من جهة، وقوى العلم والفكر والمنهج المعتدل من جهة أخرى. وأمّا بعد: فإنّ هذا التنظيم البائس يعتمد في أسّ عمله التخريبي على خلق حالة الفوضى، فالفوضى هي البيئة المناسبة الّتي يترعرع فيها الفكر الإفسادي وزبانيته، ولهذا فإنّ أكبر نجاح يُجيّر لوزارة الداخليّة والأمن السعودي بحقٍّ أنّه لم يستجب لمحاولات عديدة قام بها هذا التنظيم لخلق حالة الفوضى، عبر ضرب الدولة في نقاط ضعف أمني طبيعية أو استهداف المواقع المدنية ليكسب ردّة فعل عنيفة من قبل النظام يقع فيها ضحايا يتمّ استغلال قصصهم بعد ذلك لاستنبات مزيد من التخريبيين تحت ستار مناوأة الطّغيان. لقد استطاعت وزارة الداخلية وعبر سموّ الأمير محمّد بالذّات أن تحتوي كثيرًا من التائبين والعائدين، وأن تتعامل مع المضبوطين بكثير من العلمية والمهنية والاحتراف الأمني، وهذا فوّت على المجرمين فرصة خلق حالة الفوضى، وإلاّ مَن يصدّق أنّ دولة تتعرّض لهجمات عنيفة كتلك الّتي حدثت في السنوات الماضية تتماثل للشفاء والعافية في وقت قياسي، وتُزال من طرقاتها الحواجز الأمنيّة بعد فترة وجيزة، كلّ هذا سببه تلك السياسة الحكيمة الّتي انتهجها الأمن السعودي لمواجهة أزمة طحن مثلها مجتمعات أخرى عشرات السّنين، وأدّت إلى انهيار العلاقة بين الحاكم والمحكوم ودخول المنافقين والمتربصين في الوسط، ما أدّى لتفاقم الأزمات وتعاظم المشكلات، وهذا ما تجاوزناه بحمدلله فصُنع هذا الإنجاز الأمني الّذي تحدّث عنه الشّرق والغرب. كلّنا يعرف كيف كان تصرّف دول أخرى لقيت أقلّ ممّا كان مُعدًّا لبلادنا، وكلّنا يعرف كيف كانت استجابة الأمن العنيفة تجاه أوضاعهم سببًا لمآسٍ ما زالت في ذاكرة الناس حتّى اليوم، بينما استطعنا هنا بفضل الله، ثمّ بفضل قيادة حكيمة أن نتلافى هذه السلبيات، وهذا زاد من حنق أفراد وزعماء هذا التنظيم البائس، وهذا ما جعله يجرّب مزيدًا من الخسّة والنّذالة ومقابلة اليد الحانية بالغدر والفجور لإلحاق الأذى بواحد من أبرز رجالات الأمن السعودي الأمير محمد بالذات؛ لأنّه الاسم الأبرز في هندسة سياسة المواجهة الحكيمة للإرهاب، والهدف كما قلت مزيدًا من الضغط لتفجير الوضع الأمني وخلق حالة الفوضى المنشودة، ونحن كلنا نعلم ماذا يمكن أن يسببه حادث مثل هذا في دول أخرى لكنّ الرجال المخلصين الأقوياء لا تغيّرهم الأحداث، ولا تستفزّهم أفعال سفهاء القاعدة، بل لسان حالهم كما قال القائل: يزيد سفاهة وأزيد حِلمًا كعود زاده الإحراق طيبًا.