حادثة الاعتداء (الفاشلة) لن تقفل باب استقبال التائبين من تاريخهم الظلامي الأسود: هكذا وعد سمو الأمير نايف مساء السبت الماضي حين لقائه برجال الأعمال احتفاءً بتعيين سموه نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء. حادثة الهجوم الانتحاري المنكر على سمو الأمير محمد بن نايف مساء الخميس الماضي لها أكثر من دلالة تتجاوز مجرد الانحراف في السلوك، والتيه في التفكير، والضياع في الهدف. هذا المعتدي الآثم ليس مجرد (روبوت) آلي أرسل لتنفيذ مهمة تفجير سريعة، وإنّما هو بشر من لحم ودم، تعزّ عليه الحياة كما تعزّ على كل منا، لكن الفرق هو نجاح عملية غسيل الدماغ التي تعرّض لها نجاحًا كاملاً برر له الإقدام على هذا العمل المشين؛ لأن كل شعرة في جسده، وكل نبضة في قلبه، وكل خلية في عروقه تعده بجنة عدن مفتّحة الأبواب، وبحورية حسناء تنتظره بالأيدي والأعناق. هذا العقل المغسول بالوعود الوردية، وهذا القلب النابض بالضلالات السخيفة، وهذه الجوارح الملوّثة بالدماء البريئة.. كلها مدفوعة بعقول تحرّض على هذه الجرائم وتبررها لهم، هذه العقول المحرّكة المحرّضة هي جديرة بالملاحقة والمتابعة والفضح على الملأ العريض دون مجاملة ولا تأخير. لقد حفظ الله الأمير من المكيدة الماكرة، والحبكة البالغة في السوء، بل انقلب السحر على صاحبه إذ رُفع شأن الأمير، وانتشر صيته، وتعاظم دوره، ويكفيه من الشرف اهتمام المليك به اهتمامًا مباشرًا وصل حد الزيارة الفورية له في المستشفى بالرغم من بساطة ما تعرّض له ولله الحمد. هذا الشرف الكبير الذي أشاد به سمو الأمير نايف زاد محمد بن نايف رفعة على رفعة، ورفع قدره درجة على درجات. حفظ الله الأمير الشاب الذي عُرف عنه حكمة الكبار، وصبر الحكماء، وحبه الجم لحل القضايا الشائكة بكثير من المرونة والصبر والمصابرة، فهو يدرك أن الكلمة الطيبة، والاستقبال الحسن، والاستماع الواعي.. كلها أدوات ترطب القلوب، وتزيل الضغائن، وتخفف الآلام، وتعيد الحائر إلى جادة الصواب. ولكن صدق الله عز وجل: (ومَن لم يجعل الله له نورًا، فما له من نور).