لو افترضنا أن الشاب (م.ع) الذي اشتهرت قصته بالمجاهرة أخذ العمرة قبل القبض عليه بساعات، وأنه تورّط من هنا وهناك بفعل الرذيلة، وأن القناة أغرته بكلمات ما، وبمعلومات ما، وبأموال ما. لو افترضنا هذا كله، فأين حق مَن تم الضحك عليهم من قبله، واستغفاله لبنات الناس في الأسواق، أو على الأقل شغلهم برسائل البلوتوث؟ الحقيقة أنه لابد من (كبش فداء) في القضية! فالقناة اللبنانية (قاعدة) تلعب في الجو على سن ورمح، وشغالة صباح مساء تلعب بالشباب وتغريهم، وفيها المسلسلات الدرامية التي تقطع فيها اللقطات عند....! إنها توصل الشباب إلى آخر محطة رذيلة، إنها أم الرذائل، وأبو الرذائل، فلماذا تسلط الأضواء على شخص فقط، ونترك الفضائية (إيَّاها) تسرح وتمرح؟! لابد أن نقول بالعربي الفصيح والعامي والإنجليزي، إنها قناة (LBC). لابد أن نقول كفى للمخربين والناهكين للأعراض. لابد أن نقول كفى لما ظهر، والله العالم وحده بالمستور من جراء هذه القناة وأخواتها! لابد أن نقول للعالم إننا كسعوديين ومسلمين نخطئ وقد نتجاوز، ولكن لا وألف لا لشبكة الرذيلة، وإعلان ما حرم الله على الملأ، وجر البلاد والعباد للحياة العفنة. وإذا سأل أي كاتب أو ساذج ما (لماذا لا ندافع عن الشاب المجاهر بالرذيلة؟) فنقول: هناك من الناس من ظن أن كثرة الفتن والإغراءات بين الشباب والبنات والتهافت على الفضائيات الساقطة، وتفشي الصرعات اللاأخلاقية في حركات وملابس بعض الشباب، إذعان بأن المجتمع نحا منحى نحو الهاوية! واليوم يبرهن الشرفاء من أقصاهم إلى أقصاهم أن الحمية الإيمانية، وحماية حوزة الدين، ورعاية الأعراض، ليست مضمارًا للعب، ولا تجارب للخسيسين!! إن الإسلام لا يدعو إلى الترخص في نشر المحرمات، ولا يمجد العاثر الهابط مهما كان اسمه، ولا يهتف له بجمال المستنقع الذي يعيش فيه ويدعو له، إنما هو يقبل العثرة لمن ضعف وعرف خطأه، ليستجيش في النفس الرجاء، كما يستجيش فيها الحياء. وطلب المغفرة من الله تثير الاستغفار ولا تثير الاستهتار!