الجائزة بحد ذاتها أسلوب حضاري تسهم في الارتقاء بالأداء الصحفي تدفع الصحافي مراجعة حساباته وتطوير أدواته لإدراكه أن كل ماينشر سيخضع لمعايير تقويمية سواء من اللجان المختصة في هذا الشأن أو من القراء الكرام الذين سيدفعهم حب المتابعة والمقارنة بين زيد وعمرو علما بأن القارئ يعد أفضل شريك في تحديد الأداء المتميز .. وهنا يأخذ الصحافي الماهر على عاتقه مراجعة حساباته والانفكاك من ربقة الشخصنة وتناول الموضوعات بمهنية عالية سواء كانت سلبية أو إيجابية .. بالمعالجة الواعية لأوجه القصور ومواطن الخلل .. بعيداً عن إيذاء الأشخاص , إذ ينظر إلى القضية أو المشكلة المطروحة بعين الصادق الأمين بعيداً عن المبالغة الممقوتة والمجاملة المنبوذة وطرحها من جميع زواياها حتى تكون واضحة أمام القارئ أو المسؤول .. أما الجانب الإيجابي فمطلوب طرحه وإبرازه, فنظرة الصحافي ينبغي أن تكون من الزاويتين المليء والفارغ .. لكي تكون المعادلة صادقة ومتوازنة - والمسؤول أي مسؤول يحتاج – وهذه طبيعة بشرية – إلى من يقول له شكرا من أجل استمرارية البذل والعطاء . والصحفي الأمين يبتعد عن المنافع الشخصية والمؤثرات الجانبية .. والعواطف الذاتية لأن من مبادئ عمله وأساسياته النبيلة , الصدق ، الأمانة ، المهنية ، تلمس حاجات الناس , البعد عن المبالغة, الشفافية وغيرها .. وقد أحسن سمو نائب أمير منطقة الباحة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود صنعاً في الإعلان عن ( جائزة إمارة منطقة الباحة للصحافة المتميزة ) لعدة أسباب : * لأنها تحمل أهدافا نبيلة ومضامين سامية من بينها احترام العمل الصحفي وتقديره وتثمين جهد الإعلاميين . * سيكون لها أثر كبير في تحفيز العاملين في المجال الإعلامي من أجل أداء جيد ومهنية عالية . * إبراز عمل الإعلاميين باعتبارهم العيون التي يرى المسؤولون من خلالهم مواطن الخلل. * إبراز المشاهد التنموية والحضارية في منطقة الباحة . ولمّا كانت جائزة الصحافة في الباحة تهدف بالدرجة الأولى إلى تحسين وتطوير أداء العاملين .. لارتباط عملهم بالصحافة والتي تعد أحد أهم أركان التنمية الحضارية والثقافية والفكرية والاجتماعية .. كما أنها المرآة الصادقة والأمنية ,فأقترح توسيع مجال الجائزة لتشمل أيضا كتّاب المقالة الصحفية بتخصيص جوائز لهم لأنهم يبذلون جهداً كبيراً في سبيل طرح الأفكار والرؤى والاقتراحات التطويرية . وأتمنى من الجهات المعنية تشكيل لجنة ذات وعي مهني وإعلامي عالٍ .. لتحليل المنشور وفق معايير وضوابط دقيقة يتسنى رؤيتها من الجميع . تعد الجائزة بادرة مضيئة استبقتها إمارة منطقة الباحة تنم عن وعي إداري وأخلاقي فهنيئا للإعلاميين بل هنيئاً لسكان منطقة الباحة بقيادة واعية ممثلة في سمو أمير منطقة الباحة الأمير المحبوب محمد بن سعود وسمو نائبه الإداري الواعي الدكتور فيصل بن محمد اللذين يحرصان على تنمية منطقة الباحة في كافة الجوانب الحضارية ، التنموية ، الثقافية ، وأيضا الإعلامية.