لا ينكر من يفهم كرة القدم، أن اللاعب حسين عبدالغني يعد واحداً من أفضل اللاعبين الذين برزوا في خانة الظهير الأيسر منذ أكثر من 15 عاماً، وهذا لا جدال عليه، ولا مجال للتشكيك فيه. بل إن الأهلي وهو النادي الذي أبرز عبدالغني، تميز في اكتشاف لاعبي الظهير الأيسر، وظهر ذلك خلال أكثر من ثلاثة عقود، بداية من اللاعب إبراهيم أمريكي \"رحمه الله\" في التسعينات الهجرية، ومروراً بمحمد عبدالجواد. وحتى في وجود حسين عبد الغني في الموسم قبل الماضي، قدم النادي الأهلي ظهيراً مميزاً، أهداه بعد أقل من عام للمنتخب، هو الظهير الشاب منصور الحربي، ليصبح الظهير السعودي الأول، قبل أن يتعرض لإصابة حرمته من إكمال الموسم الرياضي. أعود إلى عبدالغني الذي انتقل إلى زاماكس نيوشاتل السويسري الموسم الماضي بعقد لثلاث سنوات، وكانت خطوة مهمة وموفقة، حيث سجل اسمه على أنه السعودي الوحيد الذي أمضى موسماً رياضياً في ناد أوروبي. وذلك لا شك طموح كل لاعب أن ينتقل للعب في أوروبا، وحسين من هؤلاء اللاعبين الذين استبشرنا كثيراً بانتقاله للدوري الأوروبي، ليكون مسك الختام لمشواره الكروي، لاسيما وأنه تجاوز الثلاثين من عمره. لكن ما أثار استغرابي، هو سرعة حنين عبدالغني للدوري السعودي، على رغم الأخبار التي ترددت خلال الشهرين الماضيين عن انتقاله إلى غلطة سراي التركي، لنكتشف في النهاية أنها كانت \"غلطة\"، لتبدأ حملة المنتديات محاولة الفرض والتأثير على إدارة الأهلي بإعادة اللاعب والتوقيع معه. ومن المؤسف أن هذا الأمر لا يحدث إلاّ في الأهلي، ومن بعض جمهوره وكتابه، ولا أجد ما يشبهه في الأندية الأخرى، حتى إنني بدأت أشعر في بعض الأوقات، أن لدى الأهلي رؤساء بعدد كل من يكتب في المنتديات الرياضية. وإذا كان الوضع كذلك، فما الحاجة لرئيس الأهلي، والمجلس التنفيذي، وهيئة أعضاء الشرف، طالما أن هؤلاء كلهم يقررون، وكلهم يفهمون، وكلهم يطالبون بعودة اللاعب إلى الأهلي، لكنهم لم يوضحوا، هل يعود بنظام الإعارة، أم بالانتقال النهائي؟. استغربت كثيراً، كيف يقول لاعب محترف خاض تجربة احترافية في دوري أوروبي، إن الأهلي لم يتصل به، ولم يعرض عليه الانتقال، وهو يعلم جيداً أن الأهلي غير ملزم بالاتصال به، ما لم يكن الفريق في حاجة إلى خدماته، وهو الذي تحول إلى لاعب وسط في المنتخب. أرى أن من الطبيعي جداً، إذا لم يرغب النادي أي ناد في انتقال اللاعب إليه، فلن يجري به أي اتصال، وهذا ما اتضح من الصمت الأهلاوي، حيث فضلت إدارة الأهلي عدم الخوض في هذا الموضوع، على اعتبار أن الفريق يملك لاعباً صغيراً سيخدمه لسنوات، وهو الأحق بالتشجيع والدعم والاحتفاء. وأذكر هنا أن الأمير خالد بن عبدالله، أكد في حضور مجموعة من الإعلاميين الأهلاويين، ومن بينهم الزميل أحمد الشمراني، أنه تحدث إلى عبدالغني قبل أن ينتقل إلى الدوري السويسري، بأنه لن يجد كل الراحة هناك، ولن يستطيع التأقلم مع الأجواء، وسيتعب كثيراً. لكن نصيحة الأمير خالد لم تجد أي صدى عند عبدالغني، وها هو يعود من جديد إلى الدوري السعودي، وفيما يبدو أن ما توقعه الأمير الخبير حدث، وعاد اللاعب سريعاً، ولم يعد يربطه بالأهلي إلاّ علاقة سابقة، أما عقده فهو ملك للنادي السويسري. كنت أنتظر من جمهور الأهلي أن يدعم موقف الإدارة، ويترك لها أن تقرر ما تراه في مصلحة النادي، ويتابع خطواتها في التعاقد مع اللاعبين الأجانب، بالرأي والفكرة والاقتراح، بدلاً من الخوض في أمور لا تخدم النادي، بل تظهر أن جمهور الأهلي، هو جمهور لاعب، وليس جمهور ناد. انتقل خالد مسعد من الأهلي، وانتقل خالد القهوجي، وغادر إبراهيم سويد، ولحق بهم طلال المشعل، وكلهم ذهبوا إلى المنافس التقليدي للأهلي الاتحاد ، فهل توقف الأهلي، وفي المقابل ماذا أضافوا لفريقهم الآخر، وأين هم الآن؟ وهؤلاء ليسوا بأقل من حسين عبدالغني.