ظهور الاتحاد بذلك الوضع الفني المتواضع أمام الشباب لم يكن مفاجأة عند مَن يدرك كيف هو الاتحاد بدون نور، حتى وإن كانت الأربعة كبيرة، ولكن تظل أربعة لها ظروف. أهمها ذلك التساؤل المطروح، والذي بقي بدون إجابة فنية ألا وهو ماذا عن الاتحاد بدون نور؟ نور الذي هو ترمومتر الاتحاد، والمؤثر الذي وجوده يعني تماسك خطوط الفريق. لقد سارت الأمور في حضور نور بما يتمنّاه كل الاتحاديين، وفي غمرة ذلك كان غيابه عن النهائي الحلم صدمة، ليس لها سوى الاستسلام للأمر الواقع. فرأينا الفريق الاتحادي يدخل المباراة النهائية أعزل من توجيهات الخبير، ورأينا الوسط يسلم الخيط والمخيط لوسط الشباب، وظهر الهجوم يبحث عن المستحيل في ظل غياب أسطورة تمريرة الهدف. ولن أفيض بالحديث عن (تخبيص) عمق الدفاع الاتحادي، تلك الإشكالية الأخرى الهامة والتي ظهرت منذ الموسم الماضي دون أن تحرّك الإدارة وكالديرون ساكنًا تجاه الحل الناجع لها. إن الدفاع الاتحادي هو مَن جنى على الفريق في ذلك المساء، فكانت الأربعة والطردان نتاج ما يعانيه هذا الخط الذي (شاخ)، وتراجع مستوى أفراده، ولكنه لازال يكابر. أمّا عن الأمل القادم نايف هزازي، فأرجو ألاَّ يكون قد توقف عند ذلك الهيلمان. فالمشوار لازال في البداية وعليه أن يراجع نفسه كثيرًا فهو الآن يمر من أجواء مقبرة النجوم. قد يشير البعض إلى أن هنالك خللاً ما في إعداد الفريق لهذه المباراة سواء من حيث التهيئة النفسية، أو الفنية، ولكننا يجب ألا نغفل عن أننا نتحدث عن لاعبين محترفين وليسوا هواة. الاتحاد وإن خرج في هذا الموسم ببطولة النفس الطويل، فإن أمامه مهمة أخرى نحو العالمية يجب أن تتضافر الجهود لدعم كتيبة النمور في هذا المشوار، مع التأكيد على أن أمام إدارته القادمة الكثير حتى يبقى الاتحاد في دائرة الضوء. لعل التحرك نحو تقييم شامل لحاجة الفريق في الموسم المقبل، والعمل على تحقيق ذلك هو من أهم ما ينتظر من الإدارة القادمة القيام به. كل ما سبق لا يلغي جدارة الفريق الشبابي بتحقيق هذا اللقب المستحق، فهو فريق بطل، وليس غريبًا عليه أن يحضر بصفة البطل، فألف مبروك لكل الكيان الشبابي تحقيقه للقب أغلى البطولات، وللفريق الاتحادي ليس للقسوة مكان عندما يكون الحديث عن فريق قادر على الوقوف من جديد كما هو العميد العنيد..