أعرف – معرفة شخصية – عدداً لا بأس به من الرياضيين في المملكة, من اللاعبين في مختلف الألعاب, والحكام, والإداريين, والمعلقين, والصحفيين, والمشجعين \"موت\", وبعض هؤلاء أصدقاء مذ أن كنت حكماً لكرة القدم قبل عقدين من الزمن تقريباً, واعتزلت – غير مطرود وغير مأسوف عليه – بعد أن بلغت الدرجة الأولى. الوسط الرياضي لا يختلف عن غيره من أوساط المجتمع الأخرى، ففي كل وسط قراء ومثقفون متميزون, وفيهم – مع الأسف الشديد - من هو \"جوفٌ دعيّ\"، وقد أصبح النوع الأخير غالبا على هذا الوسط لأسباب ليس هنا مجال استعراضها. هذه مقدمة لم أجد مناصاً منها وأنا أتابع – منذ سنوات – مثقفاً طليعياً وكاتباً صحفياً متميزاً تلاحقه سبة \"لعبة كرة اليد\" ذلكم هو الزميل الأستاذ صالح الطريقي الذي كسبته الزميلة \"عكاظ\" منذ أشهر كاتباً يومياً عميق النظرة بديع التناول, لكنه بسبب كرة اليد التي كان من أبرز لاعبيها فإنها وبصورة شبه يومية يجري \"تعييره\" بها, والذين يلاحقونه بهذه \"السبة\" صنفان, صنف مقتنع \"فعلاً\" أن كل الرياضيين أو أغلبهم من الصنف الثاني المشار إليه أعلاه, وهؤلاء معذورون لأنهم أبرياء ويحتاجون إلى من يقنعهم أن الوسط الرياضي ليس كله كذلك, وصالح – نفسه – يعذرهم قطعاً, أما الصنف الآخر فهو ينقسم إلى قسمين, حاسدٌ سيأكل نفسه كالنار, وعاجزٌ عن دحض الحجة البالغة التي يسوقها الطريقي بمهارة يغبط عليها, فلا يجد وسيلة إلا تذكيره بجريمة (كرة اليد) التي ارتكبها ذات يوم متناسياً أو متجاهلاً أن اليد التي كانت تسدد بمهارة, كان ومازال وراءها عقلٌ لا يروى من القراءة الواعية ولا يكف عن التأمل والسؤال. وأنا هنا لا أدافع عن – الطريقي – فهو ليس في حاجتي، لكنني من قرائه منذ \"شمس\"، وفي طريقي اليومي المعتاد إلى مقاله صباح الثلاثاء الماضي, وقبل أن أصل إليه وجدت خبراُ مهماً عن الانتخابات البلدية, وقلت في نفسي هذه \"فرصة\" لأن \"أهجم\" على الزميل العزيز الكاتب اليومي في \"عكاظ\" أيضاً, خلف الحربي, تضامناً مع زميلنا في \"الوطن\" الكاتب الرشيق \"صالح الشيحي\", وعندما قررت الهجوم وبدأت أعد العُدّة وصلت إلى مقال \"الطريقي\" فوجدته بالصدفة يعلق على احد قرائه الذي (عيّره) بكرة اليد، فقلت في نفسي هذه فرصة لتعميم (عيرة الطريقي) عند من لا يعرفها (ليس إلا) قبل الوقوف مع الحربي (على شارعين). وقبل أن أبدا الهجوم أود أن أقول أن الحربي هو الآخر من مكاسب عكاظ الكبرى, فهو لا يقل عن \"الطريقي\" ثقافة طليعية وعمقاً معرفياً ووعياً وقوة حجة, لكنه أسعد حظا فقد فتشت عن (مثلبة) استخدمها في هجومي عليه فلم أجد، لأن أبرز ما في ماضيه أنه كان رئيساً متميزاً للتحرير, وهذه لا يمكن اتخاذها في ما هو متعارف عليه حتى الآن, \"سبّة\" مثل \"كرة اليد\" التي أقترح على \"الطريقي\" أن يضع في ذيل مقاله يوميا (لاعب كرة يد سابق) حتى يريح ويستريح. خبر عكاظ \"الذي نشرته عن الانتخابات البلدية\" وجدته يصلح مدخل (خير) لإنهاء اختلاف وجهات النظر بين الزميلين العزيزين الحربي والشيحي, إذ ينص الخبر على توجه للتمديد لأعضاء المجالس البلدية سنه إضافية بهدف \"إصدار اللائحة التنظيمية المحكّمة للانتخابات في الفترة المقبلة, حيث عينت الوزارة لهذا الهدف خبراء عالميين, وسيتحدد من خلال ذلك آلية الانتخابات, ومشاركة المرأة وعدد المسموح لهم بالترشيح\"، وقد وجدت هذا الخبر الذي أشار إلى نجاح الانتخابات في تجربتها الأولى صالحاً للتوفيق بين الشيحي والحربي, فالشيحي يرى إيقاف التجربة حتى تنضج, ولعل في \"التمديد\" ما يرضيه، ويجعله يطمئن إلى أن الوزارة ذاتها تعمل على إنضاج التجربة, والحربي يرى أن هذه الخطوة الحضارية المبهجة يجب أن تستمر, ولعل ما تضمنه الخبر من اهتمام بإصدار اللائحة التي تتضمن آلية دقيقة ومشاركة (المرأة) ما يطمئنه على أن التجربة لن تتوقف, وأنا أستميح الزميلين العزيزين عذراً في أن تدخلي بينهما لا يختلف عن تدخل بعض رجال المرور عند أي حادث بسيط في شارع مكتظ, حيث يلجأ إلى الصلح طالباً من \"كل واحد يصلح سيارته\" ليس عجزاً عن تحديد من هو المخطئ في الحادث, ولكن لأنه يرى وهو – في نظري – محق, أن انسياب الحركة أهم, خاصة أن التجمهر حول الحوادث من خصائص مجتمعنا, حيث تقف الحركة وينسد الشارع من أجل \"الفرجة\" لا أكثر، وهذه حال لا تسر أحدا. وكل \"فرجة\" والزملاء الأعزاء بخير.