مصير العشوائيات ابراهيم بن عوضه الشدوي* منطقة مكةالمكرمة تمتاز بجغرافيتها التي تميزها عن غيرها من الأماكن المختلفة وعلاوة على ميزتها الجغرافية تمتاز بأنها بقعة دينية حيث أنها مهوى الأفئدة وأن كل مسلم يجب عليه زيارتها إن كانت لديه الاستطاعه وذلك لأداء مناسك الحج , ومنذ القدم وقبل الاسلام كان يتوافد إليها الناس. وبما أن المقصد من هذا التوافد والقدوم هو زيارة بيت الله الحرام والسكنى بقربه أدى هذا إلى بناء المساكن والبيوت وكل من رأى مكاناً مناسباً بنى فيها داره وسكناه وهكذا إلى أن تكاثرت البيوت بتكاثر عدد الناس والقادمين إلى هذه البقعة المباركة ممن أرادوا البقاء هنا ومجاورة الكعبة المشرفة , وإلى عهد قريب كان الوضع على ما هو عليه كما في السابق ومع ازدياد الكتلة السكانية في المنطقة المركزية وكثرة المساكن العشوائية بها والتي اعتلت وتسلقت الجبال وملئت بها الشعب وكذلك التوسعة الجبارة التي يشهدها الحرم المكي الشريف حيث يتطلب ذلك هدم الكثير والعديد من تلك المنازل وقد شوهد إزالة بعضها في الأيام القلائل الماضية , وهذه طبيعة مكةالمكرمة منذ مئات السنين وقد ولد في تلك العشوائيات الكثير من الناس وعاشوا فيها وترعرعوا بين أزقتها وذاقوا حلاوة عشوائياتها التي تحكي عن ماضِ عريق وأحداث ومواقف رائعة , وكلنا يعلم تلك المناطق والأحياء السكنية حتى زوار مكةالمكرمة وممن هم ليسوا بأهلها لهم ذكريات عديدة مع المسفلة والشامية والشبيكة وحارة الباب وشعب عامر وشارع منصور وجرول وغيرها من حواري مكةالمكرمة المشهود بأنها ذات قيمة ومنزلة كبيرة في قلوب ساكنيها وبحكم التطور والتقدم والرقي بهذه المناطق والحد من تلك العشوائيات وإزالتها لزم هذا الأمر خططاً مدروسه ولجان عده للبدء في هذا المشروع الكبير والذي يتطلب كثيراً من الجهد والوقت والمال. ولكن ... ما هو مصير من سكن ونشأ في تلك العشوائيات وحياته متعلقة بها حيث أنه لا يملك سكناً غيره ..؟ إلى أين يمكنه الذهاب؟ وأين يسكن؟ وما هي كيفية تنمية الوضع الاجتماعي لساكني الأحياء العشوائية؟ وما هي الآلية التنفيذية المتبعة للخطة؟ وهل هناك فكرة بناء مساكن أي مشروع إسكان المنقولين كلهم أو بعضهم حيث أن أغلبهم لا يملكون سوى الذي يسكنون فيه الآن وهذا يتطلب بأن يوفر له ولأفراد عائلته المأوى المناسب أو التعويض الذي يكفيه لشراء بيت أو البناء في أي منطقة أو مخطط سكني , وهذه المشاريع كلها تأتي أهميتها في إطار حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وفقهما الله على توفير الرفاهية وسبل العيش الكريم للمواطنين من خلال التخطيط الحديث للمدن وما بها من أحياء قديمة ومساكن عشوائية لينعم كل مواطن في المملكة بحياة عصرية آمنة ومستقرة تتحقق فيها وسائل الراحة من خدمات ومرافق عامة وبنية تحتية وكما بينا وذكرنا آنفاً من أن التوسع العمراني والعشوائي غير المخطط أدى إلى تشويه التخطيط العمراني والحضاري في منطقة مكةالمكرمة ونتج منها العديد المخاطر الأمنية والبيئية والصحية والاجتماعية . وما نرجوه هو الرقي بمجتمعنا في جميع وشتى مجالات الحياة المختلفة , ونأمل أن تتم هذه المشاريع في صورة واضحة ومدة زمنية معلومة وأن يؤمن المسكن المناسب وجميع المتطلبات الأخرى لمن اجبروا على الخروج من مساكنهم والنقل وكل ذلك من أجل تطوير مكةالمكرمة . والله من وراء القصد ,,, *********************************** * كاتب بصحيفة \"الندوة\"السعودية0