لا حماية للمواطن! موضي الزهراني* مازالت معاناة الوطن من حيث خسائره العظيمة من هروب العمالة مستمرة، ومازالت خسارة وقضايا المنازل تشيب لها الرأس من هروبها الذي لم تقدم وزارة العمل أي حلول جذرية لمحاربته أو حتى للحد منه! ولن تكون حادثة أو حادثتا إساءة معاملة لبعض الخادمات هي السبب في إسطوانة الهروب التي لم تتوقف إلى الآن! أو في تعليق أخطاء وثغرات واستغلال مكاتب الاستقدام على شماعة عدم معرفة المواطنين بحقوق العمالة المسكينة والمغتربة عن بلادها من أجل لقمة العيش مما يسبب في هروبها! ونحن لن نختلف على أن العمالة القادمة إلينا تختلف في مستوياتها الاجتماعية والعلمية والمادية والدينية أيضا وتجهل عادات وتقاليد بلادنا التي تختلف من منطقة لأخرى وتكون صدمة لكثير من العمالة التي أغفلت سفاراتهم لدينا أيضا واجب توعيتهم بما لهم وعليهم! لذلك فإن حظنا معهم كمثل حظ مشتري الحبحب وهو يطالب البائع بتطبيق مبدأ \"على السكين\"! لكننا نختلف بلاشك عن جدية دراسة الأسباب الحقيقية من الجهات المسؤولة لحماية المواطنين من الخسارة المستمرة عندما لا تعوض خسارتهم بأي جزاء يطبق على المكتب المستقدم لتلك العمالة التي استمتعت بالعمل بعد هروبها بمبالغ ثلاثة أضعاف راتبها الحقيقي! أو بمساءلة سفاراتهم النائمة عن مخالفات مواطنيها ولا تستيقظ إلا عندما تأتيها شاكية باكية لضياع جوازها أو عدم استلام رواتبها أو غيره من الأكاذيب التي لم توقف إلى الآن المتاجرة بالسوق السوداء للعمالة المنزلية! وبالرغم من ذلك فإننا البلد الوحيد الذي يخصص مركزاً للخادمات تخسر عليه الدولة مئات الألوف سنوياً وأصبح كمشروع تسمين لكل خادمة لا ترغب في استمرار العمل لدى كفيلها، أو أنها تأخرت في استلام رواتبها وتريد من يساعدها في استلام حقوقها المالية، والحمد لله لا يوجد لدينا أيضاً مركز لاستقبال السائقين المتمردين على كفلائهم والباحثين باستمرار عن الربح السريع مما يدفعهم للهروب بعدما تنتهي فترة التجربة أو بعد عام على خدمتهم لكفيلهم وبكل جرأة يسافرون لمنطقة أخرى ويتصلون على معارفك ليخبروهم بعملهم لدى منزل آخر براتب مضاعف، بالرغم من البلاغات المكررة عنهم! ونحن لا نلوم الأسر التي توافق على تشغيل هؤلاء السائقين لأنها تعاني أيضاً من الاكتواء بهروب سائقيها ولم تنصفها إدارات الترحيل التي تطلب منك تسليم جواز سفر عاملك الهارب بعد 3 أشهر من غيابه لكي تخلي مسؤوليتك والباقي عليهم بالقبض عليه وترحيله أو تركه يسرح ويمرح في البلاد بدون حسيب ولا رقيب وهو يحمل اسمك ككفيل له في بطاقة إقامته وهذا هو المنتشر في بلادنا، ولا تنفعك حتى مراكز الشرطة في قبول بلاغك عن تلك العمالة الهاربة بقولها \"هل أنت كفيله\"؟ ولا حتى وزارة العمل بحجمها الوزاري التي لم تفعل نظام العمالة المنزلية إلى الآن! ******************************* *أحدى بنات منطقة الباحة ، كاتبة بصحيفة \"الوطن\" السعودية.