واجهات التعليم .. واجهات الوطن (4) مريم بنت عبدالرحمن الغامدي* «فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير».. هذه خبراتها ومعرفتها التي جنتها من منابعها الصحيحة.. فأكسبتها القبول والحضور ومنحتها الوصول.. «لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد» هذه مهاراتها التي تتقن من خلالها البناء باستراتيجياتها الخاصة بالنحت.. فتفرض عليك أن تنحت نفسك ببطء وهدوء.. حتى تطور أداءك ويرتقي بك المكان. (أحسست كأنه كوب ماء صب على نار حماستي). تفرض عليك أن تضع حدا لخطواتك قبل أن تسمح لنفسك بالتحدث إليها أو معها.. لا خوفا بل خجلا لأنك أحببتها وأنت لا تعلم.. تفرض عليك أن تحب نفسك حتى تنحتها بحنان.. تبدي لك ضعفها وهي أقوى من السابقين والآخرين واللاحقين.. لأنها تؤمن بأن أزمات العمل والإدارة وتعقيدات المهنة.. خاصة إدارة مهنة التعليم.. تتطلب إظهار المزيد من الأداء العاطفي المستمر والمتنوع. لغتها المعتمدة في المهنة إنسانية لا لغة المدارس العالمية ولا إدارية أو فنية.. وهذه لغة التربية والتطوير والحوار.. فلماذا لا يتصاعد فينا الإحساس بضرورة أن نتعاون جميعاً حتى نحافظ على هذه القمم وعلى وجودها بيننا ونتدارس المؤشرات التي تسهم في ازدياد أعدادهم كما أدرك ذلك الشيخ وزملاؤه الصغار (أحسسنا ولأول مرة بأننا جميعا مسئولون منه ويجب علينا جميعا أن نكون في متناول يديه) فمن حق الوطن علينا أن نعينه على استثمار هذه الشخصيات المبدعة بهدوء وصمت والقائدة بذكاء وأدب.. الواجهات الجميلة للوطن.. والمخرجات النقية للتعليم.. لأنه بها يحيا ويغنى.. وأن نلتحق بمنهجها ونقلب القانون خاصة وأننا وصلنا إلى مرحلة ملحة في البحث عن أناس قادرين على حل المشكلات.. مرنة.. مسئولة... مقدرة.. تشعرك بالأمان.. تحدث الأثر.. ويتأثر بها الحدث.. تدرب الآخرين من خلال نفسها ومن خلال خبراتها ومدخلاتها ومواقفها الحياتية الخاصة حتى تتفوق على ذاتها لأنها تدرك أن قيمتها تأتي من خلال انجازها الذي يرقى إلى مستوى مثلها وتوقعاتها.. خاتمة: (في عام 1999م أثبت علماء الأعصاب أن الإنسان يختصر في دماغه التجارب المسبقة التي مرت عليه والمهمة لاستمرار حياته من خلال ما يتأسس في دماغه من معطيات وأثبتوا أننا ننجح في التغيير عندما نسمح للفرد أن يكتشف بنفسه معطياته وخبراته من خلال المواقف والتجارب العلمية).. وهذا ما حدث لشيخنا الطنطاوي وهو يعرض حكاياته لحظة استرجاع التجارب وما رصده الزمن في ذاكرته من معطيات وخبرات (وصل إلي الدور أقامني على اللوح, وأملى علي بيتين للمعري). *************************** *إحدى بنات منطقة الباحة ، كاتبة بصحيفة \"اليوم\" السعودية.