واجهات التعليم .. واجهات الوطن «3» مريم بنت عبدالرحمن الغامدي* ما أهدافك ؟؟ هل فعلت البرنامج في عملك ؟؟ ما السلوكيات التربوية التي أسهمت في تحقيق أهدافك؟؟ ما مظاهر هذه السلوكيات ؟؟ ما القيمة الفنية التي اكتسبها منك المكان ؟؟ .أكرر بأن هذا حق للوطن علينا جميعا وهناك شخصيات تستشعر من ملامحها الرضا .. تألفها قبل أن تعرفها .. لأفكارها وسلوكها وأخلاقها رائحة تتعطش إلى شذاها .. لا تتكلف المعرفة ولكنك تكتسبها من دمث الخلق ورقي المشاعر.. لا تتكلف الحركة أو نبرة الصوت أو شكل الوجه والثوب .. لها وجود واقعي في المكان .. تضيف إليك دون أن تسألها و دون أن تشعرك بذلك .. تبتسم .. تجامل .. تجاري ..تداري.. وإن كان عدم الرضا هو الداخل فيها .. هادئة إلى الحد الذي يجعلك تشعر أحيانا بعدم الاقتناع بها لأنها لم تكن هنا لمردود مادي أو اجتماعي أو منبري .(قل ما أسألكم عليه من أجر ). بل لأهداف أكبر بكثير مما تفكر فيه أو يلم به حدسك أو حواسك أو حتى قناعاتك إنها تنحت البشر لإعداد بناء يزهو لهم وبهم .(إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ). تستجيب سريعاً للقبول والرفض لتوهمك بأنها لا تفهم وهي تتألم .. لأنها بين أناس إن أبدت لهم أنها تفهم تألموا وبصوت مرتفع ((ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين)) تبدي قناعاتها بالآراء والأفكار لا لشيء سوى إرضاء الجميع والحفاظ على تقديرهم وعلى تقدير المكان حتى وإن كان ما يقومون به أو يقولونه غير مجد في ملتها واعتقادها .(ويضيق صدري ولا ينطلق لساني). تنظر فيك بقلبها فتشتم منك عبق الصدق ودخان الكذب والرياء . تشعل فيك مراجل الشجب لتحيل بصرك إلى مواقع أخرى في ذاتك وأدائك ربما هي أجمل وأبهى إن بدت...لأنها تعرف أن الذي يؤثر فيها ليس هو مايفعله الآخرون أو يقولونه عنها بل رد فعلها الخاص تجاه مايقوله أو يفعله الآخرون (قل هو من عند أنفسكم ) هذه الشخصيات تحتمل أعباء العمل.. وتحتمل الشخصيات المدوية..والمتخفية ..والهشة ..والمدعية..تحتمل التعرض للخطر..تحتمل الضغوط ..تحتمل التناقض.. تحتمل التكذيب والكذب ...تحتمل ألوان التحايل .. لأن مبدأ العطاء الذي تتعامل به معك لا يعني الوقوف في الطريق نفسه لانتظار الرد ولا يعني الإيداع للاسترجاع .. بل العطاء الذي يشعرك بذاتك وتستمد منه قوة الدفع والإنجاز .. العطاء الذي تتقبل به الاختلاف والصراع .. وهذا ما يشعرها بطعم الراحة بعد تذوق المرارة. *************************** *أحدى بنات منطقة لباحة ، كاتبة في صحيفة \"اليوم\" السعودية.